بنظرة بسيطة فقط على واقع ملاعبنا نجد أن أغلبها لا تتوفر على مواصفات الملاعب العالمية. والدليل على ذلك أن الفريق المتصدر للبطولة، وفاق سطيف، الذي ''يستحي'' أنصاره وإدارته على حد سواء عندما يستقبلون منافسيهم الأجانب سواء في الكأس العربية أو الكأس الاتحاد الإفريقي بميدانهم الوحيد الثامن ماي، بالنظر إلى ضيق مدرجاته وأرضيته المعشوشبة اصطناعيا وانعدام منصة شرفية تليق بحجم إنجازات وتاريخ الوفاق؛ حيث أن المنصة الشرفية لهذا الملعب مجرد مكان صغير من المدرجات مبلط بالخزف الصحي وفيه الكراسي البلاستيكية لا أكثر ولا أقل، ولو لم تقم إدارة الملعب مع بعض الصناعيين في المدينة قبل بداية هذا الموسم بترميم كلي لغرف الملابس مع تخصيص مكان للندوات الصحفية عند نهاية مباريات الفريق لكانت صورة هذا الملعب أكثر من سوداء عند منافسي الوفاق الأجانب، كما أن إدارة الفريق تسارع دائما في كل صوب وحدب عندما يقطع رفقاء القائد رحو أشواطا هامة لبلوغ الدور النهائي من منافسة رابطة أبطال العرب من أجل البحث عن ملعب ''محترم'' معشوشب طبيعيا وبه منصة شرفية بمدينة تمتلك فندقا من خمس نجوم من أجل احتضان مباراة النهائي، فسابقا قررت إدارة الوفاق استقبال منافسها في نهائي الطبعة الخامسة من المنافسة العربية الوداد البيضاوي المغربي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. التأهل إلى المنافسات القارية نقمة وليس نعمة ونعود هذه المرة لنتحدث عن بقية ممثلي الجزائر في المنافسات الإقليمية أو القارية، والبداية مع ممثل الجزائر في كأس رابطة أبطال إفريقيا شبيبة القبائل الذي يمتلك هو الآخر ملعبا معشوشبا اصطناعيا من دون الحديث عن مدرجاته، والفريق الثاني هو أولمبي الشلف أرضية ميدانه الشهيد بومرزاق معشوشبة اصطناعيا أيضا، وبالتالي فإن القائمين على إنجاز المشاريع الرياضية في بلادنا لا يهمهم نوعية الأرضية التي سيكون عليها الملعب الجديد، فالمهم عندهم هو الإسراع في إنجاز الملعب وفقط، حتى أصبح ''الطارطون'' علامة جزائرية مسجلة عند لجنة حقوق التأليف، ولا يحق لأي بلد آخر حتى ولو كان يقع في أقصى بقاع كوكب الأرض أن يزاحم بلادنا في هذا ''الإنجاز''. في حين يمتلك ممثل الجزائر في منافسة كأس الاتحاد الإفريقي شبيبة بجاية ملعب الوحدة المغاربية المعشوشب طبيعيا، مثله مثل ممثل الجزائر في رابطة أبطال العرب اتحاد عنابة الذي بحوزته أحد أحسن الملاعب في الجزائر، وهو ملعب 19 ماي 1956 م. وبعملية حسابية نجد أن هناك ست فرق فقط في القسم الوطني الأول تمتلك ملاعب أرضياتها معشوشبة طبيعيا، في حين أن بقية الفرق (11 فريقا ) تمتلك ملاعب ضيقة جدا، والأكثر من هذا أن أرضياتها معشوشبة اصطناعيا لا تساعد تماما على تطوير إمكانات اللاعب.