غزة تحترق ، والعدو الصهيوني الصديق والحليف الرسمي لأكثر من نصف العرب ، يمطرها بوابل من الحقد والغطرسة ويغرقها بالموت والدمار ، عشرات الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ يتساقطون ، والعرب لاهون بسوريا ، القصف يستمر ليلا ونهارا بمعارك غير مكافئة بين أبطال عزل وعدو ظالم ، والمعادلة المرة والصعبة وغير المتوازنة أن أمريكا التي هي أكثر من صديق للعرب أو هكذا يزعم العرب ، تدين المقاومة في غزة ، وكذلك تصنع بريطانيا وتبعتهما فرنسا التي لم تكتفي بهذا بل دعت وببرودة إلى تسليح المعارضة السورية متجاهلة ما يجري في غزة ، إنها المفارقة العجيبة الغريبة وفي هذه الأثناء هم من يسلح المعارضة السورية لإلحاق الدمار بسوريا بحجة تغيير النظام وإحلال الديمقراطية ورفع ما يصفونه بالظلم عن كاهل الشعب السوري ، أما ما تصنعه إسرائيل بغزة فليس من الظلم في شيء إنها ما زالت كما كانت تمطرنا بسحائب الرحمة وتشملنا برعاية قنابلها وهي بعد ذلك حرة ولها كما يقول أصدقاؤنا الغربيون لها الحق كامل الحق بتدمير غزة على أن ذلك دفاعا مشروعا عن أمنها ، والعرب لاهون وقد خيم عليهم الصمت وحلت عليهم السكينة ، وباحتشام بالغ تحرك الإخوان في مصر لمسح دموع ودماء أهل غزة بالكلام المعسول فقط ، ومصر تملك من أوراق الضغط ما لا يملكه غيرها ولكنها ممنوع عليها استعمال أي ورقة وهكذا نصت الصفقة المعقودة بين الإخوان في مصر والإخوان في أمريكا ، وإلا لكانت الشهامة الثورية والإسلامية تقتضي لا باستدعاء السفير على أنه أفضل من لا شيء بل بطرده وإلغاء اتفاقية كامب دايفيد بكل ملاحقها لأن الوقوف مع غزة وأهل غزة أولى من كل شيء أما زيارة " القنديل" فلا قيمة لها مادامت لا تحمل شيئا يرضي أهل غزة فهي إذن زيارة باردة ! وبالأمس كان شيخ قطر وقد عرض على مقاومي غزة أن يبني لهم مدينة رياضية مقابل التخلي عن السلاح وحق العودة التحاقا بمحمود عباس.. غير أن هذا العرض رفض.ولو حضر مع قنديل مصر ألف قنديل لما ظننا بأنه يمكن له أن ينير زاروبا واحدا من زواريب غزة التي انقطعت عنها الكهرباء من جراء القصف الأعمى ، ثم غمرتها بعد ذلك بالدماء ، فكفى العرب رعونة وسماجة وتخاذلا فأهل غزة بحاجة لمن يبعث لهم ما يتم إرساله لسوريا ذلك أن ما يبعثه العرب لسوريا إنما الغاية منه تدمير البلد أما ما يرسل إلى غزة على فرض إرساله فإنه لرفع الظلم والحيف والدمار عن غزة المجاهدة ، وهذا بالتأكيد لن يكون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين .