ببساطة متناهية تلغي أمريكا مؤتمرا عالميا تمت الدعوة إليه قبل شهور تحت عنوان : من أجل شرق أوسط خالي من الأسلحة النووية ، وكان سبق هذا مؤتمر لدول عدم الإنحياز عقد في طهران طالب بنزع السلاح النووي في العالم كل العالم واقترح عقد مثل هذا المؤتمر ، وفي الوقت الذي استعد العالم وبكثافة لحضوره والذي كان من المقرر أن ينعفد في استوكهولم عاصمة فنلندا ، تلغي أمريكا هذا المؤتمر والسبب بكل وضوح وصراحة أنها لاتريد إحراج حليفتها إسرائيل وزيادة عزلتها ، هذا ماقالته الناطقة بلسان وزارةالخارجية الأمريكية يوم أمس ، وإن لم تكن قالته بالحرف الواحد إلا أن العالم كل العالم فهم من قولها "عدم إحراج بعض حلفائها في الشرق الأوسط يعني إسرائيل " لأن الباقين ليسوا من الحلفاء، وبالطبع لا تعني إيران والمراقبون السياسيون والمحللون وخبراء من الهيئة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية في فينا ، فسروا وشرحوا وأوضحوا أن المعنية بذلك إسرائيل ، وهم بالتالي يعتبرون أن أمريكا اعترفت وبطريقةغير مباشرة بأن مجمل التهم التي وجهت لإيران حول رغبتها في امتلاك السلاح النووي كانت كاذبة والغرض منها التغطية على إسرائيل التي تملك ترسانة فيها ما يزيد عن مئتي رأس نووي ، وهكذا تتعامل أمريكا مع العالم على قاعدة : من لا يعجبه هذا فليشرب ماء البحر! ولو كانت إيران فعلا كما صورها الغرب تحاول امتلاك الطاقة النوويةلأغراض غير سلمية ماالذي منع أمريكا من العمل على إحراجها من على منابر هذا المؤتمر ؟ الجواب واضح وهو أن أمريكا تدرك جيدا أنها وحلفاءها كاذبون ، وتعلم أيضا أن إيران ستحقق من خلال هذا المؤتمر نجاحا بحيث ستحصد تعاطفا أمميا معها لا نظير له ، لأن العالم يعرف أن أمريكا كاذبة وها هي تقولها بعظمة لسانها وتعترف بأن الدولة الوحيدة التي تمتلك رؤوسا نووية في المنطقة هي إسرائيل وتحت العباءة الأمريكية ، والحق أن من حق أمريكا أن تفعل هذا وهي حرة ، ولكن ماهي المبررات لجرابيعنا أن يسيروا خلفها على الباطل ؟ فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين ، والحمد لله رب العالمين ..