تعاني بلدية الصفصاف التابعة إداريا لدائرة بن باديس بسيدي بلعباس من العزلة، وذلك نتيجة غياب أدنى شروط العيش، حيث ساعدت الظروف المأساوية التي يعيش فيها السكان على تنامي جيوب الفقر بعدما توسعت دوائر الغبن والمعاناة، بالنظر للأوضاع الكارثية التي يعاني منها السكان على جميع المستويات، حيث لا تجد بين سكانها إلا مشاعر السخط والتذمر والاستياء، أين عجز منتخبو البلدية عن إيجاد الآليات الضرورية لتحقيق الوثبة التنموية المنتظرة منذ سنوات، كما ساعد انتشار الفقر والحرمان والغبن بالبلدية، التي تعاقبت عليها الكثير من المجالس المنتخبة ولا شيء تغير، أمام عقم سياسة التسيير، والتي جعلت سكان البلدية يناشدون السلطات الولائية بإعداد برامج تنموية من شأنها انتشالهم من دائرة النسيان، بعدما أصبحت البلدية ضحية سياسات فاشلة زينتها تقارير مزخرفة لرؤساء البلدية المتعاقبين عليها، دون تحقيق تطلعات السكان عبر جميع القرى والمناطق النائية للبلدية، حيث يعيش سكان هذه المناطق ظروف إقامة شبيهة بالحياة البدائية، وسكناتها مهددة بالانهيار والتي زادت من مرارة العيش بالبلدية التي بالرغم من توفرها على كل الإمكانيات البشرية والفلاحية، إلا أنها لم تستغل. ويشتكي الشباب من البطالة الخانقة التي يعانون منها، موجهين أصابع الاتهام إلى المنتخبين الذين تجاهلوا وضعيتهم، رغم طلبات الشغل العديدة، حيث لم يتمكنوا من احتواء الظاهرة وخلق مناصب شغل حتى في إطار الشبكة الاجتماعية، مما ساعد على ارتفاع مؤشر البطالة. كما عبّر سكان قرى بلدية الصفصاف من جهتهم، عن تذمرهم جراء الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات، أمام انقطاع الكهرباء الذي بات يتكرر كل مرة، إلى جانب انعدام المياه الصالحة للشرب، فضلا عن غياب الغاز الطبيعي، ما جعل السكان يكابدون صعوبة التنقل خارج البلدية للبحث عن قارورة غاز، بالإضافة لغياب النقل. وركز السكان، في حديثهم على الوضعية الاجتماعية الصعبة بسبب التعطل اليومي والدائم لخدمات مركز البريد، وكذا نقص التغطية الصحية، مع تدهور وضعية الطرقات وغياب الأرصفة، إذ تتحول الشوارع مع تساقط الأمطار كل فصل شتاء إلى برك ومستنقعات مائية من الأوحال، إلى جانب تدفق قنوات الصرف الصحي والانتشار الواسع للبنايات القصديرية وغياب مساحات للعب الأطفال. وأمام هذه الظروف الاجتماعية المزرية، يطالب سكان البلدية بالتدخل العاجل للسلطات المحلية والولائية لأخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار وإخراج البلدية من العزلة التي تعيشها.