عدول الشاعر والإعلامي عادل صياد عن شهادته التي أدلى به في صالح الصحفي المرحوم بليردوح عبد الحي، وإدلائه بشهادة أخرى، هي بحسبه الحقيقة بعيدا كل البعد عن الضغط وأيضا عن مجاملته للصحفي وجريدته الوطن، يجب أن تسحب لها القبعة لأنها فعل حضاري وأخلاقي، سمح بإبعاد خطر السجن عن أبرياء وضياع أسر ما كان لأي ضمير أن يقبل بها.. لا أجد هنا إلا فتح المجال لاعتراف صياد بذنبه، والحق أن التائب عن ذنبه كأن لا طنب له. أنقل اعترافه من غير تصرف كما هو منشور: "مثلتُ أمس أمام هيئة القضاة والمحلّفين في الدورة الجنائية للإدلاء بشهادتي فيما يُعرفُ بقضية الحاج قربوسي ويومية الوطن وصحفيها المرحوم بليردوح عبد الحيّ، ونظرا لثقل شهادتي وأهمّيتها في مسار المحاكمة ومصير قربوسي وثلاثة متهمين آخرين، فإنّني أقسمتُ بالله ألاّ أقول غير الحقّ ولا شيء غير الحقّ، فعدّلت ما كنتُ أدليت به قبل عشر سنوات ممّا كان تضامنا مع زميل وصديق أكثر من كونه شهادةَ حقّ. ليس خوفا من قربوسي أو غيره وإنما خوف من أن أكون السببَ في دخول أبرياء للسجن، ومصدر تعاسة عائلات كثيرة. وعليه فليكفّ عن عتابي من يتصوّر أنّني قد بعتُ ذمّتي أو أنّني قد رضخت لأيّ نوع من الضغوط وما أكثرها في هكذا مواقف. والله يعلم قبل قربوسي، أنّني لم أبع ولم أشتر، فقط قلتُ الحقيقة التي يعرفها صديقي ياسين سليماني المتواجد في كندا وصديقي الصحفي جمال الدين حريز وصديقي المصور عبد المجيد لكحل في تبسة. وقد فرحتُ لأنّني رفعتُ حرجا جاثما على قلبي منذ عشر سنوات، ورجّحت شهادتي الكفة للحكم بالبراءة على المتهمين، وكانت سببا لفرحة أهلهم وذويهم وهو الشعور الذي لا تظاهيه كلّ أموال الدنيا..فللّهمّ اشهد أنّني لم أقل غيرَ الحقيقة. عادل صياد"