تعزز شركات الخليج الثرية استثماراتها في أراضي أفريقيا الشاسعة ومواردها، و خاصة شمال أفريقيا ومن أهم المناطق الجزائر مما يعكس نقلة نوعية لمستثمرين دأبوا على توجيه بوصلة أموالهم من الأصول الأمريكية والأوروبية نحو شمال أفريقيا. ويؤكد خبراء اقتصاديين أن أحد الدوافع وراء هذه النقلة سلبي. فمع تأثر أسواق الولاياتالمتحدة وأوروبا بمشاكل الديون الحكومية لم تعد هذه المناطق جاذبة لبعض المستثمرين الخليجيين مثلما كانت قبل بضع سنوات فحسب. لكن هناك دوافع إيجابية أيضا لهذا التحول منها النمو الاقتصادي السريع في الجزائر والشعور بأن الجزائر أصبح لديها بيئة حوكمة واستقرار سياسي أفضل. كما تتمتع الجزائر بعاملي جذب أخرين لبلاد الخليج القاحلة. فهي مصدر للغذاء وللأراضي الصالحة للزراعة، و تعمل عدة شركات من الخليج على دراسة القدرات الفلاحية للجزائر و الاستثمار فيما ، كما انطلقت الجزائر في طفرة لإنشاء بنيتها التحتية تعيد إلى الأذهان طفرة الإنشاءات التي شهدها الخليج العقد الماضي. وبوسع الجزائر الاستفادة من خبرة الخليج في تطوير المطارات والموانيء وشبكات الاتصالات بسرعة مذهلة، مثلما حدث مع شركة كيوتل القطرية و التي حولت خبراتها في مجال الاتصالات للجزائر من خلال شركة "نجمة" . يقول أحمد هيكل رئيس مجلس إدارة شركة القلعة ، إحدى أكبر شركات الاستثمار المباشر بالشرق الأوسط والتي تدير أصولا قيمتها 9.5 مليار دولار "أرى أن المستثمرين الخليجيين يميلون نحو الجزائر. أي فرصة هناك تخطف انتباههم." وأضاف "الجزائر تكتسب المزيد من الأهمية بسبب مواردها الطبيعية وتركيبتها السكانية وتطور الحوكمة." ورغم عدم توافر بيانات حديثة عن الاستثمارات الخليجية في الجزائر يرى محللون أن الاستثمارات تتبع الاتجاه العام لعلاقات التجارة الثنائية بين دول المنطقتين مع فارق زمني. وحسب بنك "ستاندرد" الخليجي نمت التجارة السنوية بين الشرق الأوسط وافريقيا إلى خمسة أمثالها مسجلة 49 مليار دولار خلال العقد الماضي من عشرة مليارات عام 2002. ويتجه المستثمرون الخليجيون بشكل متزايد إلى دول أفريقيا جنوب الصحراء وفي بعض الحالات يستخدمون الجزائر كقاعدة للانطلاق.