السؤال لدي وسواس في الطهارة, وصرت لا أعرف كيف أفرق بين الذي يوجب الغسل من الذي لا يوجبه, صرت أتخيل أني غير طاهرة, وأنه يجب الغسل عليفما توجيهكم؟ الإجابة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك هذه صورة من صورة الوساوس القهرية المعروفة جدا، والوساوس في أصلها يكون محتواها في أمور حساسة جدا، وفي الأمور العزيزة على النفس، كالدين والطهارة، وما شابه ذلك، هذه وساوس والوساوس هي فكرة متسلطة وملحة وسخيفة، والإنسان على قناعة بأنها سخيفة لكنه قد يجد صعوبة كبيرة في ردها والإغلاق عليها, ولكن التحقير والتجاهل وعدم الاهتمام بها وصرف الانتباه من خلال القيام بأفعال مضادة لها، هو العلاج الرئيسي. فيا أيتها الفاضلة الكريمة أنت مثلاً يجب أن ترجعي للأصل, وهو أنك طاهرة, وتحتمي ذلك على نفسك، لا تتركي أي مجال للشكوك، والوساوس أيضا يجب أن تبعدي عن تحليلها ومناقشتها، بل تغلقي عليها إغلاقا تماما, ولا تجعلي الوساوس تستدرجك, وسوف يكون هنالك إلحاح, وسوف يكون هناك إصرار, ولكن بعد المقاومة الحقيقية من جانبك تكسر تماما شوكة الوساوس, وتبدأ في الاضمحلال. أنت لم تذكري عمرك, وهذا ضروري؛ لأن هذا النوع من الوساوس يتطلب أيضا علاجا دوائيا، والحكمة في العلاج هو أن نظريات كثيرة جدا تثبت أنه توجد بعض الاضطرابات, أو الخلال البسيط في مواد موجود في الدماغ, تسمى بالموصلات العصبية, أو الناقلات العصبية, ومن أهمها مادة تعرف باسم سيرتونين، وجد أن الأدوية تلعب دورا ممتازا في تصحيح كل المسارات الكيميائية داخل المخ, وهذا بالطبع يزيل القلق والتوتر, وكذلك الوساوس. فلذا -أيتها الفاضلة الكريمة- سيكون من الضروري أن تذهبي إلى طبيب نفسي؛ لإعطائك أحد الأدوية المعروفة, وفي ذات الوقت سوف يقوم الطبيب بتوجيهك سلوكيا, وهذا هو المطلوب، وفي نهاية الأمر أؤكد لك أن هذه الحالة تعالج, وتعالج بصورة ممتازة. بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.