** مشكلتي مع زوجي أنه مدمن حشيش، تزوجنا منذ حوالي سنة وستة أشهر، ورزقنا بطفلة، خدعني وأظهر لي أنه ملتزم، ومع كل هذا أنه لم يعاشرني منذ سنة، وعندما أسأله هل العيب مني؟ يقول لي لا ولا يزيد، وأنا محتارة معه، وأريد أن أطلب الطلاق. فأرجو أن تفيدوني وجزاكم الله خيراً. * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: الأخت الكريمة.. لا شك أن المسكرات سبب لارتكاب كثير من الخبائث، وجالبة لأنواع من الشر في الحال والمآل، وقد أخرج ابن حبان عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا أم الخبائث"، وروى النسائي ذلك عن عثمان رضي الله عنه من قوله. وأخرج أحمد عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَلَعَنَ شَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا". وهذه المشكلة التي تعاني منها -أختي السائلة- مصداق هذا الحديث الشريف، وهذا الزوج لا شك أنه مقصِّر ومفرِّط ومضيِّع لحق زوجته التي أمره الله أن يعاشرها بالمعروف، وأن يعطيها حقوقها الشرعية، وفيما يبدو فإنه يحس بمشكلته، ويدرك تقصيره، بدليل أنه لا يلقي باللوم على زوجته، وهذا معناه أنه في حاجة إلى من يساعده للخروج من هذه المشكلة التي أتوقع أنه يتألم منها مثلما تتألمين. وأرى أن أولى الناس بمساعدته، وأقدر الناس على معونته على تجاوز هذه الأزمة هو أنت أيتها الأخت الكريمة، بالتذكير اللين واللطيف بالله، وبانتهاز ساعات صفائه الذهني والروحي للحديث الدافئ معه حول هذه المشكلة، وأعلميه أنك تتفهمينه، وأنك على استعداد لمساعدته، ولا تجعلي اللوم والعتاب والتوبيخ هو كل ما تفعلين، فهذا ربما يزيده إحباطا، ولكن ذكريه بأن الله تعالى يعين طالبي الهداية ومن يجاهدون أنفسهم ليتحسنوا "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" وأنك على استعداد للصبر معه حتى يتخلص من هذه العادة السيئة، وحاولي بلطف التعرف إلى ما يحب وما يرغب، واجتهدي أن تفعلي ما ترين أنه يحبه ويرضيه، بشرط ألا يكون في ذلك ما يغضب الله تعالى. ثم اجتهدي في الدعاء له بظهر الغيب، وفي السجود، وبخاصة في صلاة الليل. واستعيني بمن ترين أنه يرتاح له، ويستجيب لنصائحه من المخلصين من أصحابه أو أقاربه أو معارفه، بحيث يجد أعوانا على الخير. أما الطلاق فيجب أن يكون آخر الدواء، حين لا ينفع شيءٌ من العلاج، وحين تفشل كل المحاولات لإصلاحه وتقويمه، خصوصاً وأنكما قد رزقتما بطفلة، لا شك أنها ستكون أكبر الخاسرين من الطلاق. والذي أتوقعه أن اللطف به، والترفق في نصيحته والدعاء له سوف يؤتي كل ذلك ثماره، وتبقى الأسرة مستقرة مستقيمة إن شاء الله، وأدعو الله لكما بالتوفيق.