رغم كل السلبيات التي تلطخ مسيرة فريق ريال مدريد الإسباني هذا الموسم، الا أنه يحسب للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو صقل موهبة محور الارتكاز الألماني سامي خضيرة وتطوير أدائه من الناحية الهجومية، ليلعب ببراعة دور "رأس الحربة الخفي". لطالما كان خضيرة عنصرا أساسيا في فريق مورينيو منذ وصلا سويا الى القلعة البيضاء في 2010 ، لكن دوره كان محدودا ويقتصر على قطع الكرات في منتصف الملعب وتمريرها للاعبي الوسط، والتقهقر من أجل المساندة الدفاعية. وظل اللاعب التونسي الأصل جنديا مجهولا في الفريق الى جوار تشابي ألونسو دون أن يلقى تقديرا كافيا من جماهير سانتياغو برنابيو، الا أن حانت اخيرا اللحظة التي تهتف فيها نفس الجماهير باسمه. فمن يتابع مباريات الريال هذا الموسم يدرك مدى التطور الذي وصل اليه مستوى سامي، فقد أبدع في القيام بدوره الدفاعي المعتاد بجانب التقدم في الهجمات المرتدة والتسلل من الرقابة والتحرك بدون كرة لإيجاد مساحات شاغرة يهدد بها مرمى الخصوم. ووجه مشجعو العملاق المدريدي تصفيقا حارا لخضيرة لم يكن يحلم به عقب واثناء مباراة فالنسيا الاخيرة في ذهاب ربع نهائي بطولة كأس الملك (2-0) فقد قدم أداءا متميزا كلله بصناعة هدف لزميله الفرنسي كريم بنزيمة. وخلال النصف الأول من الموسم الجاري ساهم خضيرة في صناعة أربعة أهداف، بينما صنع الموسم الماضي بأكمله ثلاثة أهداف فقط، كما هز الشباك ثلاث مرات حتى الآن، ولولا افتقاده التركيز في اللمسة الأخيرة لضاعف هذا الرقم. دون شك يعيش نجم المانشافت أفضل فتراته مع الريال، فضلا عن أنه تجنب شبح الإصابات الذي كان يلازمه باستمرار، مما منحه استقرارا واستمرارية على وتيرة التألق. ورغم أن مركز خضيرة كان مهددا مع وصول الغاني مايكل إيسيان والكرواتي لوكا مودريتش، الا أن نجم شتوتغارت السابق أثبت أفضليته على الأول، وأجبر مورينيو على تغيير مركز الثاني، لأنه إحدى الحسنات القليلة التي جناها حتى الآن من الموسم.