يعيش التحالف الرئاسي الذي يضم الآن لاعبين فقط هما حزب جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديموقراطي بعد انسحب حركة مجتمع السلم، أسوء أيامه منذ تأسيسه قبل تسعة سنوات، حيث أن الشخصيات التي أسست التحالف دعما للرئيس بوتفليقة يوجدان خارج اللعبة السياسية فعبد العزيز بلخدام تم قلب الطاولة عليه في موقعة فندق الرياض و احمد اويحيى رمى المنشفة. أصيب التحالف الرئاسي، بوهن غير مسبوق منذ أزيد من سنة، حيث تحول رؤساء الأحزاب او بالأحرى حزبي السلطة الافلان و الارندي إلى مشاكلهما الخاصة، فعبد العزير بلخدام الذي لم يعد امينا عاما للحزب، انشغل كثيرا بمواجهة حركة التأصيل و التقويم و نسى التحالف الرئاسي الذي كان احد أهم أجندات الافلان، و نفس الأمر عند الأمين العام السابق احمد اويحى فقد انشغل بمهامه الحكومة سابق و بدرة اقل بالحزب عن التحالف الرئاسي الذي كان يراهنون عليه دعما لرئيس بوتفليقة، و التضييق على الأحزاب الأخرى في الساحة السياسية. أما حركة مجتمع السلم التي كانت احد أقطاب التحالف الثلاثة فقد انسحب منه نتيجة لتباين الرؤى بين الشركاء، فابو جرة كان يريد توسيعه و ظل يردد جملة "نحن في الحكومة دون الحكم"، و جهر بكفره لسياسية الإصلاحات التي انتهجها الرئيس بوتفليقة، و هي المؤشرات التي كانت تدل على أن حمس ستنسحب لا محالة زيادة على دخولها في تحالف اسلامي و تكاثر الأصوات الداخلية التي كان بقودها الراديكالي عبد الرزاق مقري للمطالبة بفك الشراكة و هو الأمر الذي حصل. و لا تبدو ايام التحالف الرئاسي على لاقل في الفترة القريبة القادمة "زاهية" كون أن الحزبين الباقين منشغلان برحلة البحث عن امني عام يقودهما.