ويروي الفيلم قصة شرطي في زمن الإرهاب يجد نفسه ضحية مافيا المال والسياسة وهو الذي أراد أن يكون نزيها، حيث تعرض للطرد من الخدمة بسبب كتاباته الأدبية ويغتال من طرف مجهولين.و لعب دور البطولة في هذا العمل السينمائي ممثلون جزائريون مقتدرون أمثال سيدي علي كويرات وقاسي تيزي وزو، حيث وظف مخرجه صورا حقيقية لمشاهد مروعة لتفجيرات ومجازر جماعية واغتيالات، كما كشف عكاشة تويتة أن الفيلم كان ثمرة تعاون جزائري فرنسي يعود لسنة 2004، أين شاركت في تمويله وزارتا الثقافة الجزائرية و الفرنسية بالتعاون مع مركز دعم الإنتاج السينمائي والتلفزيون الجزائري كما قدرت تكلفة إنتاجه ب 7ملايين دج، والفيلم يؤسس لقطيعة مع معالجات سينمائية سابقة ظلت تحكي علاقة الإسلاميين وحدهم بالإرهاب الأعمى، ولكن مخرجه عكاشة تويتة المقيم في باريس اعتمد على رواية أحد أهم كتاب الجزائر إثارة للجدل ممن يكتبون من وراء البحر وهي رواية "موريتوري" لكاتبها "محمد مولسهول" المعروف أكثر باسمه المستعار "ياسمينة خضرا"، هذه الرواية الصادرة باللغة الفرنسية العام 1997بفرنسا، والتي تعد أول عمل روائي للكاتب الذي ظل يكتب باسم زوجته ولم يكشف عن اسمه الحقيقي إلا في العام 2001أثناء مقابلة أجراها مع صحيفة لوموند الفرنسية، وفيها كشف الضابط السابق في صفوف الجيش الجزائري أن زوجته واسمها ياسمينة خضرا هي التي نصحته باتخاذ اسم مستعار.والمتتبع للفيلم يرى بأن المخرج حاول الخروج من النمطية التقليدية في تصوير الإرهاب الذي هو محور الرواية الأساسي، فصور الإرهاب بعيداً عن الصور النمطية والأطروحات التقليدية ساعياً إلى أبعد الحدود للظهور في وضع الأمين على نقل التراجيديا الجزائرية كما هي بدون تأويلات أو رسائل سياسية.وتعد رواية "موريتوري" علامة فارقة في تاريخ المسيرة الأدبية والإبداعية لمحمد مولسهول، الذي بدأ الكتابة في الثمانينيات وهو ضابط برتبة رائد في الجيش الجزائري، لكنه لم يعرف على نطاق واسع إلا في سنة 1997 بصدور ثلاثيته السياسية موريتوري و الأبيض المزدوج وخريف الحالمين، وهو العام الذي فتحت له من بعده أبواب الشهرة بعد توقيعه نصوصا أدبية نالت الجوائز الدولية، من بين أهمها نذكر الشياه الصادرة عام1998 ورواية الاعتداء الصادرة عام 2005 عن دار نشر جوليار والتي طبعت منها أكثر من 59 ألف نسخة.