برنامج تأهيل شركات الإنجاز مغيب ومشاريع السكن التساهمي رهينة المحاباة وأوضح ذات المسؤول، أمس، على هامش التوقيع على اتفاقية شراكة بين شركة الطيران "آيجل أزور" والجمعية العامة للمقاولين الجزائريين بمقر هذه الأخيرة، بباب الزوار، أن سوق المقاولة في بلادنا بحاجة إلى تنظيم وإعادة تأهيل مؤسساته وليس مثلما توحي بعض الدوائر التي تروج معطيات خاطئة، مفادها أن شركات الإنجاز والبناء الجزائرية ليست بحجم المشاريع المعلنة وتفتقر للتكنولوجيا، الخبرة والاحترافية بالشكل الذي يؤهلها لأن تضاهي نظيراتها الأجنبية الناشطة في السوق المحلية. وقد دعم خلوفي حديثه بأمثلة من الواقع رصدها خلال خرجاته الميدانية التي قادته وطاقمه إلى العديد من الولايات، حين قال إن الشركات الجزائرية حققت في مناطق عبر التراب الوطني ما عجزت عنه نظيراتها الأجنبية، والأمر لدى رئيس الجمعية العامة للمقاولين الجزائريين لا يعدو أن يكون سوى تنظيمي أكثر مما هو قضية إمكانيات مادية أو مؤهلات بشرية. وفي هذا الصدد، جدد ذات المسؤول دعوته إلى تفعيل برامج إعادة تأهيل المؤسسات مشيرا إلى أنه آن الأوان لمراجعة الآليات المعمول بها في سوق المقاولة وتحيينها وفقا لاستراتيجية مضبوطة تحدد الأولويات والأهداف بدقة بعيدا عن العشوائية والارتجالية التي ما تزال تطغى على هذا القطاع الحيوي والاستراتيجي، مما عطل أشغال الكثير من الورشات، وفي هذا الصدد، أعاب ذات المتحدث تقصير السلطات في أداء دورها التحسيسي والإعلامي الخاص بذات البرنامج. وسجل خلوفي جهل العديد من أصحاب المقاولات وشركات الإنجاز له، وقد أرجعه المسؤول إلى الانعدام شبه الكلي للتنسيق بين مختلف الهيئات المعنية ذات الصلة بقطاع البناء وغياب المعلومة، لذلك قررت الجمعية الشروع في برنامج عمل ميداني عبر كامل ولايات الوطن لتحسيس منخرطيها وغير منخرطيها وإعلامهم ببرنامج إعادة التأهيل الذي من شأنه الرفع من أداء ومردود القطاع، وكذا الاستماع إلى انشغالاتهم خصوصا في علاقاتهم مع المؤسسات التي تربطهم بها علاقات العمل مثل البنوك ومصالح الضرائب والضمان الاجتماعي والطب المهني... وبخصوص تنامي عدد المقاولات والمقاولين في السنوات الأخيرة واقتحامهم لسوق البناء، على اعتبار أن هذا القطاع أصبح مغر بالنسبة لأصحاب المال، مما خلق فوضى واضمحلال معاني المهنية والاحترافية وغياب الاختصاص، قال خلوفي إن باب المقاولة لا يجب أن يحتكره أحد وأبوابه مفتوحة لكل من يريد اقتحامه حتى بالنسبة لأصحاب رؤوس الأموال، شريطة أن تتدعم المقاولة بطاقم بشري متخصص مثل مهندس أو تقني في مجال الأشغال العمومية والبناء والعبرة بالنتائج. وفي تعليقه عن المرسوم التنفيذي الجديد الخاص بنشاط الوكالات العقارية، والذي لاقى انتقادات واسعة ورفض من قبل المعنيين إلى حد التهديد بالخروج إلى الشارع، قال خلوفي إنه لا سبيل لحل مشاكل هؤلاء المتعاملين إلا بالحوار، داعيا وزارة السكن والعمران إلى فتح قنوات التشاور مع المعنيين وإشراكهم في صياغة قانون يخدم المهنة ويرقيها ولا يكبلها. وفي رده حول سؤال بخصوص اختيار الجمعية العامة للمقاوليين الجزائرية لشركة "أيجل أزور" لتوقع معها اتفاقية يتم بمقتضاها خصم ما يتراوح ما بين 10 و15 بالمئة من سعر التذاكر لفائدة منخرطي الجمعية في تنقلاتهم سواء في الداخل أو الخارج (أوربا)، قال خلوفي إن الجمعية كانت تأمل أن يكون هذا الاتفاق التفضيلي مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية لكن مفاوضات الجمعية مع إدارة هذه الأخيرة فشلت، حيث رفضت الجوية الجزائرية التعاون مع الجمعية لذلك لم تجد هذه الأخيرة سبيلا إلا البحث عن متعامل آخر ووقع الاختيار على شركة "ايجل أزور" التي تجاوبت بالإيجاب مع طلب الجمعية.