فتح رئيس شباب قسنطينة قلبه ل «الهداف» بعد الفوز الباهر الذي حققه فريقه الجمعة الماضي في مباراة «الداربي» أمام «الموك» بهدفين دون رد، ما سمح للتشكيلة بالتنفس قليلا بعد أن تخطت الفترة الصعبة التي سبقت لقاء الموسم في مدينة الجسور المعلقة خصوصا وأن الفريق لم يحقق نتائج طيبة في آخر الجولات، هذا وقد بدا أونيس في قمة السعادة بعد عودة ناديه إلى الواجهة من جديد كأحد المتنافسين على البطاقة الوحيدة التي تخوّل لصاحبها اللعب في بطولة الكبار ابتداء من الموسم المقبل، إلى جانب حديثه عن بعض الأمور التي تخص مستقبل أصحاب اللونين الأخضر والأسود في المنافسة الحالية، كما وجه نداء ل «السنافر» للعودة إلى المدرجات في المقابلات القادمة. «كنا بأمسّ الحاجة إلى النقاط الثلاث» أول ما تحدث عنه أونيس هو التأكيد على ارتياحه الشديد لنتيجة «الداربي» لأن فريقه كان في أمس الحاجة إلى النقاط الثلاث للإبقاء على الآمال في المنافسة على الصعود خاصة بعد التعثر في آخر أربع جولات ما زاد من الضغط على الفريق، حيث قال: «لم يكن أمامنا حل سوى الفوز بغض النظر عن اسم المنافس المقبل وهو ما تحقق لنا في الأخير بفضل العزيمة الكبيرة والروح التي لعبت بها التشكيلة، حيث أن ذلك كان واضحا من خلال الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا، وبالرغم من تضييعها إلا أننا لم نفشل بل واصلنا الضغط». «كنت متأكدا من الفوز بعد اجتماعي باللاعبين» وأضاف محدثنا أنه كان متخوفا قليلا من الخسارة في بداية الأسبوع الماضي ليس لأنها أمام المولودية بل لأن فريقه كان سيخرج نهائيا من السباق، ولكن بعد أن وفق من الجدية الكبيرة في التدريبات والتركيز العالي للتشكيلة تيقن بأن الفوز لن يفلت من فريقه، وأضاف: «ما زاد من إيماني بالفوز هو ما شاهدته خلال الاجتماع الذي عقدته مع اللاعبين ليلة المباراة، حيث لمست فيهم رغبة شديدة في تحقيق نتيجة مرضية وهو ما أراحني كثيرا خصوصا وأن لاعبيّ رفضوا الحديث عن المنحة بل كانوا مصممين على تحقيق الفوز». «كان بإمكاننا إنهاء الشوط الأول بثلاثية كاملة» بالرغم من أن الشباب كان الطرف الأفضل في معظم فترات اللقاء، إلا أن أونيس لم يخف قلقه الشديد في الشوط الأول، خصوصا بعد تضييع لاعبي الهجوم ذلك الكم الهائل من الفرص السانحة للتهديف، حيث قال: «كرة القدم لا ترحم من يضيع خاصة وأن من تتبع هذه المرحلة يتأكد أنه كان بالإمكان أن ننهيها لصالحنا على الأقل بثلاثية لولا التسرع وسوء التركيز»، مضيفا بأنه وبعد تسجيل فريقه للهدف الثاني كان ينتظر هدفا آخر على الأقل بالنظر إلى عدم رجوع لاعبيه إلى الوراء ومواصلتهم اللعب نحو الأمام وفي منطقة المنافس. «مستوى التشكيلة الحقيقي ظهر خلال الشوط الثاني» وقال رئيس «السي.أس.سي» إن مستوى فريقه الحقيقي ظهر في الشوط الثاني من تلك المواجهة بعد أن تخلص رفقاء ضيف من حالة القلق التي لازمتهم في المرحلة الأولى، كونهم ملزمون بالفوز أكثر من المنافس الذي فقد كلية حظوظه في الصعود، كما أن النصائح التي وجهها لهم الطاقم الفني بعد نهاية المرحلة الأولى كان لها وقع جليّ على نفسيتهم، الأمر الذي جعلهم يدخلون بقوة في الشوط الثاني، فسجلوا بالتالي هدفين مستحقين. «فرصنا كبيرة في المنافسة على اللقب» «من دون شك سيكون للنقاط الثلاث المحققة نهاية الأسبوع الماضي وقع كبير على نفسية اللاعبين خاصة وأنها كانت أمام «الموك»، بحيث ستمكنهم من اللعب في باقي اللقاءات بارتياح أكثر، خصوصا بعد أن ساعدتنا نتائج الجولة التي أعادتنا إلى السباق من جديد وقربتنا أكثر من فرق المقدمة، حيث لم يعد يفصلنا عن صاحبة المقدمة المولودية السعيدية سوى 5 نقاط، وهو فارق يمكن تداركه إذا تضافرت جهود الجميع خاصة وأنه لا يزال في المنافسة مباريات عديدة وكل شيء ممكن في كرة القدم، لذلك لن نرفع الراية البيضاء بسهولة بل سندافع عن آمالنا إلى آخر جولة». «لهذا السبب لم أكمل المواجهة» وقد تنبه الأنصار الذين حضروا لقاء «الداربي» لمغادرة الرجل الأول في النادي المنصة الشرفية والتحاقه بغرف تغيير الملابس 10 دقائق قبل إطلاق الحكم صافرة النهاية، وهو الأمر الذي طرح أكثر من علامة استفهام، وعن سبب ذلك أكد أونيس أنه تعمد القيام بذلك حتى يريح الأنصار قليلا والذين كانوا في حالة قلق شديد على النتيجة النهائية، حيث قال أونيس: «اقتربت منهم وأكدت لهم أننا الأقوى، ما جعلهم يستعيدون أنفاسهم قليلا ويواصلون تشجيع التشكيلة التي أهدتهم النقاط الثلاث». «بعودة السنافر إلى المدرجات لن يوقفنا أحد» وتحدث أونيس كثيرا عن الدور الفعال للأنصار في الفترة القادمة لأنها حاسمة في تحديد مصير الفريق، كما تمنى أن يكون الفوز في «الداربي» مناسبة لعودة «السنافر» إلى المدرجات لأن ناديهم في حاجة ماسة إليهم خلال باقي المشوار خصوصا وأن الصعود مازال ممكنا وبتضافر جهود الجميع يمكن الوصول إليه، كما توجه بالشكر إلى «الكمشة» من «السنافر» الذين حضروا «الداربي» ووقفوا وقفة رجل واحد مع النادي. حكوم مغضوب عليه من طرف «السنافر» يبدو أن رئيس الفريق الجار مولودية قسنطينة مغضوب عليه من طرف أنصار شباب قسنطينة حسب ما تم الوقوف عليه في لقاء الجمعة الماضي، بحيث أن المعني لم يسلم منذ دخوله أرضية الميدان من السب والشتم طيلة أطوار المقابلة وهو ما جعل الكثير يؤكد بأن هناك مقابلة خارج أرضية الميدان وعلى المدرجات بين رئيس «الموك» و»السنافر» والتي لم تنته إلى غاية نهاية المقابلة ومغادرة المعني المنصة الشرفية. «السنافر» مطالبون بدعم«السي.أس.سي» ودفعها نحو الأمام وإذا كان ما قام به أنصار «السي.أس.سي» يوجد في كل الملاعب الجزائرية من أجل التأثير في المنافس والفوز عليه معنويا، فإن رسالة الرئيس أونيس كانت واضحة عند نهاية المقابلة بعدما طالب من الأوفياء الذين كانوا في المدرجات بأن يقفوا إلى جانبه وكل اللاعبين من أجل تحقيق الأفضل لأن مصلحة الفريق أهم من أي شيء، إذ أن عودتهم إلى المدرجات أصبحت ضرورية كما أنها يجب أن تقتصر على الدعم المعنوي ولا تتعدى إلى شيء آخر. الكرة بين أرجلهم و»السي.أس.سي» فوق الجميع وفي الوقت الذي أصبح فارق النقاط بين أشبال المدرب رواس ورائد البطولة مولودية سعيدة 5 نقاط فقط، فإن الكرة أصبحت بين أرجل «السنافر» من أجل تحقيق حلمهم بالعودة إلى القسم الأول خاصة وأن وقوفهم إلى جانب اللاعبين في اللقاءات التي ستلعب داخل الديار وضمان نقاطها سيجعلهم في رواق أفضل للصعود حيث أن الإدارة ستقوم بواجبها في المقابلات خارج الديار من خلال التحفيزات المالية لأن الأهم في هذه المعادلة هو مصلحة «السي.أس.سي» التي تبقى ملكا للجميع. 5 ملايين سنتيم منحة الفوز أكد الرئيس أونيس في اتصال هاتفي معه منتصف نهار أمس بأنه قرر وبالتشاور مع بقية أعضاء مكتبه تخصيص ما قيمته 5 ملايين سنتيم منحة الفوز على «الموك» نهاية الأسبوع الماضي، وأنه حرص على ضرورة تحفيز لاعبيه خاصة بعد المجهودات الكبيرة التي قدموها في المباراة ومحاولتهم تدارك التعثر الذي كان الأسبوع ما قبل الماضي بحملاوي أمام نادي بارادو.