"إشاعة" الندرة وأعطاب مركبات الإنتاج السبب الرئيس لالتهاب أسعار الإسمنت أوضح أحمد حبشي، خبير في شركة "تيكناشام" المتخصصة في الحلول التكنولوجية لمادتي الإسمنت والخرسانة، في تصريح ل "الأمة العربية" على هامش أشغال الطبعة ال 12 للصالون الدولي للبناء والأشغال العمومية الذي تختتم فعالياته، اليوم الثلاثاء، أن الندرة التي تعيشها السوق حاليا مسجلة فقط على مستوى مركبات الإنتاج ونقاط التوزيع، بينما بإمكان الزبون التمون من المادة كيفما ووقتما شاء من السوق السوداء التي بلغ بها سعر الكيس الواحد 450 دج وأكثر في بعض المناطق الداخلية، في حين لا يتعدى سعره الرسمي 208 دج للكيس سعة 50 كلغ، مؤكدا أن الإشاعة التي تسوقها بعض الجماعات والتي تتحدث في الغالب عن أعطاب تقنية على مستوى مركبات الإنتاج أو دخول هذه الأخيرة مرحلة صيانة الأفران، والتي تمتد في الغالب بين 10 و15 يوما، ستؤثر حتما على سوق التموين ورغم أن هذه المعطيات حقيقة، لأن أغلب مركبات الإنتاج قد تعترضها أعطاب غير متوقعة في ماكينات الشحن وحتى آلات التغليف، إلا أن الوضع ليس بالشكل المأساوي الذي تريد ذات الجماعات تصويره والترويج له في السوق. وشبه محدثنا حالة سوق مادة الإسمنت في بلادنا بوضع سوق النفط الذي تسيره وتوجهه الإشاعة في حالات كثيرة، حيث تفلح جماعات ضغط ذات مستوى احترافي عال في الرفع أو الخفض في أسعاره وفقا لمصالحها. وأفاد ذات المسؤول أن الجزائر بإمكانها سد الطلب الوطني وتصدير كميات معتبرة نحو الأسواق الإفريقية وحتى الأوروبية في حال استغلال محاجر الإسمنت التي تتمتع بها الجزائر عبر العديد من المناطق، خصوصا في مناطق العرق الجنوبية وشمال الواحات وهي استثمارات مربحة وذات جدوى اقتصادية كبيرة بالنظر إلى الورشات والمشاريع الكبرى التي برمجتها الحكومة خلال مخطط دعم النمو 2009-2014. على صعيد متصل، شدد محدثنا على ضرورة أن تلتفت الدولة للتكنولوجيات الجديدة الحاصلة في مجال معالجة مادة الإسمنت والخرسانة الموجهة للبناء والإنشاء، مؤكدا أنه وعلى ضوء المعطيات الراهنة للسوق لا خيار سوى استخدام هذه التكنولوجيات البديلة للمناهج الكلاسيكية أولا، كونها تدعم الإنتاج بنسبة 25 بالمئة، وثانيا تختزل الوقت وترفع من وتيرة سير الأشغال وأيضا لأنها تمنح لمواد المعالجة بهذه التكنولوجيات قوة وصلابة ومدة استخدام مضاعفة ومقاومة للرطوبة والحرارة، خصوصا وأن البلاد موجودة في محور نشاط زلزالي نشيط.