استحدثت الشركة الجزائرية للأسمنت أساليب جديدة في البناء والأشغال العمومية في المناطق الساحلية المطلة على البحر وكذا الصحراوية، ويتعلق الأمر بإعداد خرسانة مقاومة للبرودة والحرارة ومختلف التغييرات المناخية التي من شأنها ضمان ديمومة أكبر وعمر أطول للإسمنت وكذا حماية البيئة والمحيط. وأوضح عبيب عز الدين مدير الدعم التقني بشركة ''أ. سي. سي'' على هامش الملتقى السادس لتكنولوجيات الخرسانة المنظم أمس بالعاصمة أن اللقاء جاء ليكرس مفهوم التنمية المستدامة في البناء، من خلال الاهتمام بنوعية الخرسانة واختيار أنجع المواد التي تدخل في تركبيها، مع استعمال أساليب جديدة مثل استعمال الخرسانة في الجو الحار الذي يتطلب التقيد ببعض الإجراءات لتحقيق المقاومة. وأضاف المتحدث بأن الشركة استعانت بالخبرة اليمنية نظرا لتوافق طبيعة مناخها مع المناطق الصحراوية لبلادنا لتحسين نوعية الإسمنت المسوق بالجزائر، من خلال تجسيد مفهوم النوعية بالحث على تعزيز المعارف وتحسيس الفاعلين في مجال البناء والأشغال العمومية قصد تطوير الإمكانيات وطرق الإنتاج واختيار مواد خاضعة للمعاير العالمية والدولية. وحسب عبيب أن هذه الاجتهادات لتطوير نوعية الإسمنت الرمادي تأتي في سياق المشاريع السكنية الكبرى التي ستطلقها الحكومة ضمن البرنامج الخماسي القادم ما بين 2010 /2014 على مستوى الهضاب العليا والصحراء، من أجل مواكبة التغييرات المستقبلية في دفتر الشروط حتى تتمكن المقاولات من الاستحواذ على حصص من البرنامج. من جهة أخرى، كشف أحد المتدخلين الذي رفض الإفصاح عن هويته للصحافة باللقاء أن العديد من المشاريع السكنية مهددة بالانهيار والسقوط أمام عوامل الطبيعة أو الكوارث الطبيعية، لاسيما وأن بناء السكنات لا يتم وفق المعايير، نظرا لضعف المراقبة والمتابعة من قبل مكاتب الدراسات المشرفة على الإنجاز. وشدد المتحدث على ضرورة إخضاع مادتي الحديد والإسمنت للمراقبة المخبرية لتفادي وقوع انهيارات العمارات والمنشآت، مؤكدا أن الأمر يتعلق بسوء استغلال الإسمنت الرمادي خلال عملية البناء والإنجاز مما يترتب عنه ظهور عيوب حتى قبل الاستيلام. وفي ذات السياق، قال المتدخل إن وزارة الأشغال العمومية تخلت عن فكرة إنجاز الطريق السيار بالخرسانة الإسمنتية مقابل مادة الإسفلت بسبب قلة الإنتاج الوطني مقارنة مع احتياجات مختلف الورشات فضلا عن المضاربة وطول سلسلة التوزيع التي ترفع من الأسعار والتكلفة النهائية للمشروع، غير أن بعض المقاطع على غرار الأنفاق والمنشآت الفنية كالجسور اعتمدت على هذه التقنية لجودتها ومقاومتها لمختلف العوامل. وينتظر أن يخرج المشاركون في الملتقى على مدار يومين من خبراء دوليين وجزائريين بإعداد أرضية موحدة لمعطيات بناء مختلف الهياكل والقواعد بالجزائر، يمكن الاعتماد عليها لضمان التنمية المستدامة للمشاريع التي تبقى مع مرور الوقت.