عند دخولنا خط التماس مع الرئيس المدير العام لشركة الطباعة بالجزائر عبد القادر مشاط، لم يبخل الأخير بسرد بعضا من سيرته الذاتية، رغم صلابة شخصيته وقوتها، لاسيما وأنه لا يحب الظهور، وأبى فارس هذا اللقاء، الا أن يضع نفسه في خانة المناضل، وحسبه لا يتشرف بأي لقب غير هذا الإسم، وربما على حد قوله هذا السبب الذي جعله ينجح - بدأ عبد القادر مشاط حياته كأي رجل نشأ قبيل الاستقلال، وحلمه الأول آنذاك الاستقلال لا غير. - ولد مشاط سنة 1946 في قرية نائية بمنطقة أبو الحسن بالشلف، في بداية مشواره كأي جزائري درس في الكتاتيب. - وعن حلمه حينها أسر لنا مشاط بأن حلمه الوحيد آنذاك أن يدخل المدرسة لاغير، شأنه شأن أبناء الاستعماريين حينها، يلبسون مآزر وهندامهم أنيق، بينما هو كان عليه الذهاب للتسوق وتدبير شؤون أسرته. - لم يستسلم عبد القادر لهذا الوضع فاتجه إلى المغرب ودرس هناك إلى أن أنهى تعليمه بالقرويين. - وبعد الاستقلال كان له هدفان، الهدف الأول مواصلة الدراسة، أما الهدف الثاني فهو خدمة الوطن سواء جندي في الجيش أو دركي. - في سنة 1964 عاد إلى الوطن، ودخل المدرسة الجزائرية وهي مستقلة، إلى أن أنهى الدراسة في ثانوية عقبة بن نافع بالعاصمة، وكان حينها أمام اختيار مجال عمله، وكانت الأبواب مفتوحة، أما للتعليم أو العمل في البنك، ودون تردد اختار التعليم، فأصبح مباشرة مديرا لمدرسة بغرب البلاد، منذ سنة 1969 إلى 1970، وهذا بفضل تطوره المتواصل وتعطشه للمعرفة. - في هذه الأثناء أدرك سي عبد القادر بأن ما وصل إليه ليس طموحه الحقيقي، فتوجه الى العاصمة، وحينها كان عليه الاختيار بين المدرسة العليا للصحافة أو المدرسة العليا للتجارة، أو مركز التكوين الإدراي، ليختار له القدر الإدراة، وتخرج سريعا ليتجه الى العمل في وزارة المالية، فأصبح مراقب بالخزينة العمومية، وهنا أوضح لنا مشاط بأنه كان له شرف التخرج ضمن أول دفعة معربة نحو الإدراة الجزائرية. - وعن الجانب السياسي أبى سي عبد القادر إلا أن يصر بأنه لم يمارس السياسة، بل كان مناضلا في صفوف جبهة التحرير الوطني، ووصل الصفوف المتقدمة، ولكن حسه كمناضل جعله يزهد في الكثير. - ولم ينته المشوار العلمي للسيد عبد القادر، وعاود الكرة نحو التزود المعرفي فاختار الجامعة الجزائرية بعد سنين من العمل بالمؤسسة الوطنية، وتخرج مع عدد هام من المعروفين على الساحة الوطنية بشهادة ليسانس علوم سياسية وعلاقات دولية، ليتجه بعدها من وزارة المالية الى وزارة الاعلام، وبعدها حط رحاله في جريدة الشعب سنة 1987 . - وعن حياة مشاط مع المطبعة الوطنية فقد بدأت عام 1995 وكانت حينها حالة المؤسسة صعبة، ليعلن نهاية المشوار إلى غاية الساعة، وهو الذي بدأه في المدراس الابتدائية النائية، بعد أن كبر سنه وتجاوز السن المعروفة، أو كما قال " دخلت المدرسة الابتدائية وأنا صاحب شنبات "مستاش" . قال بأن المطبعة كانت تعيش الإفلاس نهاية التسعينيات المطبعة كانت متجهة نحو الخصخصة أوضح عبد القادر مشاط الرئيس المدير العام للشركة الطباعة بالجزائر أنه منذ مجيئه على رأس شركة الطباعة سنة 1995 وجد أمام شركة مفلسة، .. عمال من دون أجور، وحتى أثمان اقتناء وقود المركبات لم تكن المطبعة تملكه، وكانت الوضعية كارثية إلى درجة أن المطبعة نفسها كانت مدانة ب 10 ملايير سنتيم حينها. ولم يبخل مشاط بكشف أن المطبعة كانت متوجهة أثناء قدومه إليها إلى الخصخصة، وكان قدومه اليها مؤقت، قبل أن يتم التدراك، وابقاء الشركة بحوزة الدولة، وذلك بطبيعة الحال، لن يكون لولا التسيير الجيد، والمحكم. واليوم لغة الأرقام تقول : بأن انتاج 2009 من الصحف وصل 268.401.674 نسخة خرجت من المطابع، وبالنسبة للكتب فقد تم طبع 25 مليون كتاب. رقم الأعمال (kda ) 2005 - 1.890.344 2006 - 2.138.396 2007 - 2.158.227 2008 - 2.077.491 2008 - 2.427.025 عدد العمال : 2005 - 180 2006 - 179 2007 - 194 2008 - 226 2009 - 256 سحب الجرائد 2005 – 126.352.155 2006 – 164.458.396 2007 – 185.387.801 2008 – 225.292.166 2009 – 268.401.674