في هدا الحوار، يكشف الدكتور يزيد مزود أحد الأعضاء في قافلة الحرية إلى غزة، الظروف التي قادته ليكون ضمن القافلة، كما يكشف القيادي في حركة النهضة عن التقنية التي استعملها الأتراك التي لم تستطع الأجهزة الإسرائلية التشويش عليها واستطاع الأتراك إيصال الاعتداء بالصوت والصورة وعلى المباشر، دون أن يدرك الصهاينة فداحة ما ارتكبوه، معتقدين أن الظلام سيستر جريمتهم. "الأمة العربية": أولا، هل يمكننا أن نعرف الظروف التي قررتم فيها المشاركة في قافلة السلام؟ الدكتور يزيد مزود: نحن من الناس الذين يؤمنون بقضية فلسطين، ويعتبرونها قضية الأمة، وهذا مبدأ بالنسبة لنا لا يمكن أن نحيد عنه، وصراحة لم أكن أنوي الانتقال في بادئ الأمر مع قافلة الحرية بسبب التزامات وظيفية ومسؤوليات أخرى، فقد كانت زوجتي هي المرشحة للسفر، وكنت سارسل معها ابني الرضيع، وحتى لو استشهدت في هذه الرحلة فذاك ما كنا نبغي ونعتبر ما قمنا به ليس إلا واجب، إلا أن عدم جاهزية جواز سفر الزوجة حال دون انتقالها، وتدراكت الأمر في آخر لحظة وشاركت في القافلة. ورغم ضيق الوقت، إلا أن السفارة التركية والعاملين فيها تفضلوا مشكورين بمساعدتي وقدموا لي كافة التسهيلات للدخول الى تركيا والانطلاق من هناك مع قافلة الحرية. هل كنتم تتوقعون أن يكون رد فعل إسرائيل بكل تلك الهمجية، والعنف الوحشي ضد قافلة انسانية فيها نساء وأطفال وكبار السن؟ في واقع الحال درسنا كافة الإحتمالات قبل أن تنطلق القافلة إلى غزة، فكان نقاشنا في القضية مع الوفد التركي الذي يقع على عاتقه مسؤولية القافلة وأعضائها، وكان معنا أعضاء وجمعيات من جهات مختلفة ومنهم عرب 48 من فلسطين الذين كانت لهم تجربة حين انطلقوا في قافلة انسانية من لبنان فاعترضتهم القوات الصهيونية في البحر وأوسعتهم ضربا وصادرت السفن والمعونات، ولم تصل الى اصحابها الى اليوم لا في غزة ولا اعيدت الى بيروت.. وقد قدموا لنا تجربتهم ودرسناها كاحتمال. وقد وضعنا عدة سيناريوهات واحتمالات، كان أولها، توجيه أسطول الحرية نحو العريش، إلا أننا قررنا جميع الوفود أنه لن نسلم الإعانة للسلطات المصرية في العريش، بحكم مواقف مصر من القضية الفلسطينية بصفة عامة ومساهمتها في حصار غزة بصفة خاصة، حتى أن أحد الإخوة من موريتانيا قالها لي صراحة، افضل أن نسلم الإعانة لغسرائيل واثق في انها تسلمها لغزة، وارفض أن تسلم إلى مصر لأني أجزم أنها ستصادرها وتحرم أهل غزة من ذلك، رغم أنه بعدها اعترف لي أن ما قاله لي كان في لحظة غضب وان ما قاله مبالغة منه، إلا أن موقف السلطات المصرية كان واضحا وهو ما دفع الرجل ليصرح بهذا التصريح. الإحتمال الثاني والذي كنا نراه أنه ضعيف، هو أن نحاصر قبل وصولنا إلى غزة وتقطع طريقنا البوارج الحربية دون أن تسمح لنا بالمرور إلى غزة. لكن ماذا سيكون عليه موقفكم لو حوصرتم، هل كنتم ستعودون ادراجكم ام كانت لكم خطة أخرى؟ هنا درسنا هذه النقطة جيدا، ففي الفندق قبل أن ننطلق طلبنا من الذي له مرض او لا يمكنه الإحتمال، أن لا يسافر معنا لأنه ان لم يسمح لنا بالمرور سنظل مرابطين في البحر ولو اقتضى ذلك شهورا، وكنا قد قررنا فيما بيننا أن نظل مرابطين في البحر مهما طال منعنا حتى نكسر الحصار، وكما قلت لك كان هذا احتمالا ضعيفا، لكن وضعناه في الحسبان. والاحتمال الثالث الذي تدارسناه ايضا قبل انطلاقنا، هو أن نصل إلى غزة وتسمح لنا السلطات الإسرائلية بالعبور بعد التضييق علينا ومحاولة التأثير علينا نفسيا، إلا أن هذا الإحتمال كان ضئيلا وضئيلا جدا، لأن اسرائيل كانت تطبق حصارا مقيتا على الابرياء في غزة. والإحتمال الأخير كان السيناريو الذي حدث، ولم نكن في واقع الحال ننتظره، بحكم أننا كنا نعتقد أن إسرائيل لن ترتكب حماقة أمام العالم وتعتدي على قافلة انسانية تقودها تركيا التي لها علاقات معها، وكذا لان تركيا عضو في حلف الناتو، وايضا وجود أوربيين وغربيين معنا من دول اجنبية لها علاقات مميزة مع إسرائيل. متى أحسستم بالخطر الحقيقي من طرف العدو الصهيوني، وأن الإعتداء قد يقع فعلا؟ دعني اقول لك أنه كلنا كنا مستعدين للشهادة وقد تأكدنا من أن الإعتداء سيحدث لما بدأت البوارج الإسرائلية والزوارق الحربية تلوح في الأفق بعد صلاة العشاء، فتأكدنا أن إسرائيل تحضّر لعملية ما خاصة وانها اختارت جنح الظلام لمراقبتنا، فقد كنا مراقبين منذ صلاة العشاء، وكنا مستعدين لاي هجوم، وإستعدادنا لم يكن بالاسلحة كما تريد ان تروج له غسرائيل، لكن نفسيا، فقد كانت الأوامر ان هجم علينا الكيان الصهيوني أن لا نقوم بعملية قتل اي شخص او أسرهم، فقط ان ندافع على انفسنا، وأن نستعمل أسلحة بيضاء وهي موجودة في كل البواخر العالمية، ان حدث وان شعر الواحد فينا أنه سيقتل، يعني للظرورة القصوى، وعلي أن أذكر هنا بشيء. تفضل... في الوقت الذي تقرر انطلاق الأسطول وردنا أن باخرتين في قبرص واليومان تعطلتا، وتم القبض على الطاقم والمشاركين في هذه الباخرتين، ولم يكن صدفة أن العطل في الباخرتين كان نفسه، وهذا ما يدل ن العمل كان باياد إسرائلية، إلا أننا لم نفقد الأمل وانتظرنا في عرض البحر، حيث انطلقنا في 27 ماي، والتحق بنا بعدها في 30 ماي الوفود التي كانت ستنطلق من قبرص واليونان عبر باخرة أخرى، والتقينا في عرض البحر وصعدوا الى السفن وانطلقنا مع بعض في ظهر 30 ماي، وكما سبق لك انطلقنا ببطء من أجل أن نصل الى غزة في وضح النهار لأننا كنا نعتقد ان اسرائيل لم يمكن ان تهاجمنا في مياه البحر الدولية، وبحسابات المسؤولين عن الاسطول فإن دخولنا الى غزة سيكون نهارا، وان اعتدوا علينا في غزة سيكون ذلك في وضح النهار وسيكون كل شيء مصور، إلا أنه قبيل دخولنا الى غزة هوجمنا على حين غرة. متى كان الإعتداء بالضبط؟ كان مع صلاة الفجر، أثناء دعاء القنوت، حيث لفت انتباهنا حركة غير عادية وتكبير الإخوة الذين كانوا يحرسوننا، فاضطر الإمام للإسراع في الصلاة واكملنا مباشرة لنسمع التكبير وعلمنا أننا هوجمنا، وكنا قد قسمنا أنفسنا الى فرق قبل ذلك، حيث في الأول لم يقبل الوفد التركي أن تتحمل باقي الوفود مسؤولية الحماية، إلا أنهم في الأخير رضخوا لنا بحكم اننا نشترك في كل شيء، فتكفلوا هم بأن يكونوا في الواجهة و اول من يواجه العدو حيث اتخذوا مواقعهم في السطح، وباقي الدول الاخرى وزعت في اسفل الباخرة، وقد كنا نلقي اي شيء نجده أمامنا نحو الزوارق، كانت الكثير من الخردة الحديدية رميناها باتجاههم واستعملنا خراطيم المياه، التي لم تكن قوتها كبيرة من اجل ابعادهم، وكان هدفنا ان لا نلحق الأذى بهم قدر ما كان الهدف هو ابعادهم لا غير، ولما فشلوا في الدخول عبر الزوارق الحربية الى السفينة، قاموا بانزال من الجو، وهنا حدثت مواجهات، كان أول من تصدى لها الأتراك الذين كانوا في السطح، وهذا ما يفسر كثرة القتلى والجرحى في صفوفهم، وأذكر هنا أن هدفنا لم يكن القتال، او التصدي للهجوم الصهيوني بالعنف فهدفنا كان سلمي وهو اغاثة أهل غزة فاتفاقنا كما سبق وان اشرت ان ندافع دون ان ناسر او نقتل اي جندي اسرائيلي، وشهادة للتاريخ فإن الأتراك قاموا بدور بطولي قل نظيره، حتى من ناحية التنظيم، فقد انتدبوا من كل منطقة من البلاد عضوين، حتى تشارك البلاد كلها في هذه الحملة ويكون النجاح واحد والمصاب واحد، حتى الأكراد شاركوا في هذه الحملة، ولم نلاحظ اي اختلاف عرقي بينهم وبين الاتراك كما تروج له وسائل الإعلام فقد كان تعاون تام بينهما ولا تسمع بينهما هذا تركي وهذا كردي، وفعلا الشعب التركي شعب بطل. لماذا كان عدد الضحايا ثقيلا على المستوى التركي؟ كما سبق وان قلت لك أنهم كانوا أول من تصدى للعدوان بالعصي وبعض أدوات المطبخ دفاعا عن انفسهم اولا، وثانيا كانوا هم العدد الأكبر من بين الوفود، وصدقني ان قلت لك وهذه ليست مبالغة مني، بما اني طبيب وكنت استقبل الجرحى والقتلى، فقد شاهدت اربع قتلى مروا بين يدي وشفاهم مبتسمة، بطريقة تجعلك تبكي فرحا لهم وليس حزنا، ورايت إصابات رهيبة في الرأس وكسور، وأعتقد أن أول من أصيب وهذا اعتقاد وليس تأكيد هو محمد ذويدي في عينه وأعتقد أن الأمر ليس بسبب الغاز، ولكن برصاصة مطاطية لامست جانب عينه، وعندما عاينته لاحظت تخرب شبكية العين، والآن هو متواجد في احد مستشفيات الاردن والاخوة الاردنيين قاموا بواجبهم نحوه وهي قضية ايام ويرجع الى ارض الوطن. هل شاهدت إصابات بين الجنود الإسرائليين؟ سأقول لك ما شهدته فقط، بما اني كنت من ضمن الطاقم الطبي فقد جلبوا لنا اسيرين جنديين اسرائليين كان ينزفان دما، وكانوا في غاية الذعر قمنا بنزع ملابسهما العسكرية واسلحتهما دون أن يعاملهما أحد بسوء، وصدقني أني كنت انوي علاجهما لكن جراحهما لم تكن بليغة مثل جراح اخواننا الاتراك وباقي الوفد، خاصة وان الامكانيات كانت قليلة وضئيلة مقارنة بالاصابات التي كانت في صفوفنا، على كل ما شاهدته هو اسيرين اسرائليين لكن ما تناهى الى سمعي انه تم اسر خمسة جنود، تصور اسرنا جنودا بملاعق وسكاكين مطبخ وهم جاءوا مدججين بالسلاح.. "يضحك". كيف تم انتهاء الإعتداء؟ كما قلت لك انا كنت أهتم بالجرحى والمصابين، لكن الذي سمعته وتناقل عبر الاخوة، أن القبطان التركي الذي كان شهما وشجاعا لدرجة لا يمكن تصورها، اصر على المضي إلى غزة رغم الاعتداء، إلا أن الصهاينة اختطفوا طفله الرضيع وهددوا بقتله، لتتوقف بعدها موجة الإعتداء وطبيعي ان تتوقف في معركة غير متكافئة بالمرة. ليتناهى الى سمعنا أن السفينة قد سيطر عليها اليهود ثم سمعنا بمكبر الصوت أن السفينة مسيطر عليها وان نلزم أماكننا، وقد كنت اشاهد من مكاني من النافذة الجنود الصهاينة مختبئين خلف بعض الأشياء وهم في وضع الإستعداد للقنص. وماذا حدث بعد السيطرة التامة على السفينة "مرمرة"؟ السفينة مرمرة كما قلت لك كانت هي المليئة بالكثير من الوفود وباقي السفن عبارة عن مؤن وفيها أعضاء اقل، بعد ان انتهى الإعتداء تدخلت عضو الكنيست وهي من عرب 48 والتي كانت من ضمن الوفد، وكانت وسيطة ولها حصانة دبلوماسية وجنسية إسرائلية بما انها عضو في البرلمان الصهيوني، وللتذكير كانت هذه العضو قد افهمتنا حقوقنا وطلبت منا ان لا نجيب على اي سؤال وان لا نمضي على اي وثيقة في حال اعتقلنا، بعدما هدأت المعركة قاموا بإخراجنا واحدا تلوى الآخر وايدينا على رؤوسنا وكلما خرج شخص منا قاموا بتكبيله ثم جمعونا كلنا على سطح السفينة. ماذا عن الجرحى؟ تصور أن بعض الجرحى كانت اصاباتهم بليغة رفضوا أن ينتقلوا في طائرات هيلكوبتر اسرائلية ليتلقوا العلاج في إسرائيل وطلبوا منا أن يظلوا على السفينة، إلا أننا كأطباء اصرينا على انتقالهم للعلاج. ماذا حدث لكم في سطح السفينة؟ كنا مكبلين وجمعونا في مكان واحد تحت أشعة الشمس، وتصور أن بعض منا كان فوقهم قطعة قماش يحتمون بها من الحر، وكانوا كلما عدلوها وبصعوبة بحكم أنهم مكبلون تأتي حوامة اسرائيلية وتحلق فوقها عن قرب حتى ينتزع ذلك القماش، ليكونوا تحت عرضة الشمس الحارقة، كلما عدلوها مرة أخرى جاءت الهيلكوبتر وقامت بنفس العملية حتى سئم الإخوة وبقوا تحت الحر وبقينا على هذا الوضع، حتى قضاء حوائجنا كان من الصعب ان يسمحوا لنا الا بشق الأنفس، بقينا على هذا الوضع كما قلت لك إلى ان خيم الليل، فإسرائيل ابقتنا في السفينة ورفضت أن نخرج في وضح النهار الى ميناء اسدود، فلا تعمل سوى في العتمة كي تستر جرائمها تحت جنح الظلام. وماذا بعد حدث في ميناء" أسدود"؟ وصلنا اسدود وكما قلت لك لم ينزلونا الا في العتمة، وأنزلونا افواج كل فوج على حدى، وكان أول من قاموا بانزالهم من الباخرة الشخصيات والقيادات الكبيرة ورؤوس الهيئات الانسانية مثل رائد صلاح وبعض المسؤولين الاتراك، وبعض الغربيين الذين كانوا على راس هيئات اغاثية، ثم تم الأمر مع الباقي، وحين نزول اي شخص وهو مقيد يرافقه جنديان. كيف كان التحقيق معكم؟ لم ندلي بشيء كما اتفقنا سوى بجنسياتنا، واسمائنا وظائفنا، شخصيا سالني أحد المحققين كان كبيرا في السن بلغة شامية، ويظهر انه من الذين عاشوا في احد الدول العربية المشرقيةن قال لي هل لك أقارب في غزة، فلم اجبه ولكني اجبت كما اتفقنا مع الوفود على اسمي وعلى مهنتي وجنسيتي. هل عاملوكم بعنف اثناء التحقيق؟ لم يعاملونا بعنف، فالهدف حققوه وهو عدم وصول القافلة الى غزة واقوعوا خسائر في الارواح في صفوف الابرياء، وبات موقفهم فاضح بعدما كشفتهم التقنية التركية التي لم تستطع ان تشوش عليها اسرائيل، لذا وجدوا انفسهم امام موقف صعب خاصة وان سفراءهم في دول غربية استدعوا من طرف حكومات هذه الدول، وهذا ما شكل لهم ضربة موجعة، لذا كانت معاملتهم لنا دون عنف، وتم التحقيق ولم نمض على اي وثيقة كما اتفقنا من قبل، ونصبوا لنا خيم على مستوى ميناء اسدود، ليتم نقلنا الى بئر السبع، وبدا الخروج من اسدود من بداية الساعة الخامسة زوالا، كنا نخرج فوج بعد فوج، والفوج الذي خرجت فيه انا كان على الساعة حوالي منتصف اللبيل لنصل الى بئر سبع على الساعة الثامنة صباحا، ليضعونا في سجن جديد ومقبول من ناحية النظافة وقدموا لنا طعاما مقبولا ايضا. هل تدخّل سفراء عرب مثل الاردن ومصر الذين تربطهم علاقات دبلوماسية باسرائيل؟ ما علمته أن القنصل المصري تدخل من اجل مواطنين مصريين اثنين ولم يتدخل لباقي الجاليات العربية او الاسلامية، بينما تدخل القنصل الاردني لكافة العرب، وبقي معنا وطمأننا وقال لنا إن هذا السجن ليس سجنا حقيقيا، انه مجرد واجهة لتظهر اسرائيل انسانيتها، كما أكد لنا أننا سنخرج من هنا في المساء، وهو ما تم بالفعل، ونشكر له وقوفه الى جنبنا وكل معاملتهم بعد وصولنا الى ميناء مسدود الى غاية وضعنا في الزنازن كانت معاملة خاصة من اجل تغطية عارهم، وأذكر اني ترافقت في بئر سبع مع اربعة جزائريين واخرين كانوا في اغلبهم اتراك وبعض الجنسيات الاسلامية الاخرى مثل اندونيسيا. خرجنا على الساعة الرابعة مساء من بئر سبع حيث تم تجميعنا وأخذونا في 3 حافلات كان يرافقنا قنصل الاردن، وكما قلت لك اسرائيل تعمل في العتمة فلم تنطلق الحافلات الا بعد ان خيم الليل. كيف كان استقبالكم في الاردن؟ خرجنا من الاراضي المحتلة حيث انطلقنا في منتصف الليل، وصلنا الاربعاء 2 جوان الى الحدود الاردنية، وجدنا شخصيات في استقبالنا منهم سفير الجزائر في الاردن وشخصيات اخرى وبعض المواطنين، بحكم أن المنطقة حدودية فلم يحضر الكثير من المواطنين الاردنيين، وتسلمنا هناك هواتف نقالة من طرف السلطات الاردنية من اجل ان نكلم اهالينا ونطمئنهم على احوالنا وقد قامت السلطات الاردنية بواجبها نحونا وهم مشكورون على ذلك، بعدها انتقلنا في سيارات خاصة ترافقنا سيارات الشرطة وشخصيات سياسية، وقدمت لنا السلطات الاردنية كل التسهيلات حيث اقمنا في فندق بعمان العاصمة اسمه كروان بلازا، ولم نكن نملك شيء بعدما صادروا الاسرائيليين كل ما نملك، فقام الاخوة الادنيون بواجبهم نحونا وقدموا لنا ألبسة وبعض الهدايا، وجالوا بنا بعض المناطق في الاردن. كيف كان الاستقبال في الجزائر؟ وصلنا الى مطار هواري بومدين بالعاصمة حوالي منتصف الليل، حيث كان الاستقبال حافلا، مليئا بالهتاف والتكبير وأعلام فلسطينوالجزائر، كان استقبالا في مستوى التضحية التي راحت فيها انفس بريئة، واشكر نيابة عن الجميع كل الجموع التي استقبلتنا سواء أكانوا من السياسيين او المواطنين البسطاء وكل من شاركنا فرحة وصولنا الى ارض بلادنا الحبيبة. في الأخير، هل لنا ان نعرف ماذا حققتم من خلال هذه العملية؟ اقول لك الصراحة، انا لم اتابع ما يروج له الإعلام بعد وصولنا الى البلاد بسبب الانشغال بالزيارات والتواصل مع احبائي، لكن ما تناهى الي هو ما تقوم به الحكومة التركية يعد انجازا ونجاحا لنا، وتدخل اردوغن ودول اوربية أخرى يعد انجازا سابقا في تاريخ الكفاح ضد هذا العدو الصهيوني الغاصب، وسيكون للأمر رد فعل قوي خاصة من الجانب التركي الذي له علاقات متشعبة ومتينة وقوة تأثير عالمية، وأعتقد ان التجربة ايجابية رغم الضحايا والالم الذي ذقناه، لكن في سبيل قضيتنا قضية فلسطين كل شيء يهون والدليل اننا سمعنا ان ثمة قوافل مستعدة لكسر الحصار من جديد.