هو لاعب جمع بين الإبداع في المستطيل الأخضر وبين حسن الخلق، وأكيد أن من يلتقي رفيق حليش وجها لوجه يرى فيه السمات التي ذكرناها، حيث لا يختلف اثنان في أن اللاعب وفي سن صغيرة ومن خلال تألقه أولا مع ناديه نصر حسين داي والذي يعتبره بيته الثاني، تنبأ له أكثر من مدرب بمستقبل زاهر يشع في سماء كرة القدم، وهو ما تحقق له من خلال أدائه المميز والبطولي مع المنتخب الوطني، ما أهله ليكون صخرة دفاع المنتخب الوطني الجزائري عن جدارة واستحقاق، وهذا بدوره جعله محط اهتمام أندية كبيرة، خصوصا بعد نهاية مغامرة محاربي الصحراء في كأس العالم والتي أظهرت الوجه الحقيقي للاعبي "الخضر"، وعلى رأسهم رفيق حليش الذي اختير أحسن لاعب جزائري في المونديال الإفريقي. من هو رفيق حليش ولد رفيق حليش في 2 سبتمبر 1986 بالجزائر العاصمة، ويعد نجما من عائلة رياضية حيث يعد والده "عمي مولود" بطلا سابقا في رياضة الجيدو. يعرف عن اللاعب خصاله الحميدة، سواء تواضعه الشديد أو أخلاقه الحميدة، ويتجلى ذلك من خلال التقرب إليه، حيث لا يرد طلبا لأي شخص كان، وهذا ربما ما جعله معشوق الجماهير. بدايته مع كرة القدم بدأ رفيق مسيرته الكروية في "فريق القلب" نصر حسين داي، هذا الفريق الذي أنجب لاعبين كبار على غرار رابح ماجر وشعبان مرزقان.. حليش استطاع أن يبرهن ويتألق من مباراة لأخرى، الشيء الذي جعله محل إعجاب بيت ومحيط "الملاحة"، إلى درجة أنه حمل شارة القائد وهو في سن لا يتجاوز العشرين. أداء حليش اللائق في السنة الثانية مع الأكابر، جعله محل أطماع العديد من الأندية المحلية، على غرار مولودية الجزائر واتحاد العاصمة في البداية، ثم شبيبة القبائل وأخيرا فريق اتحاد عنابة الذي عرض مبلغا مغريا على إدارة النصرية التي كان يترأسها في ذلك الوقت لحلو مراد، إلا أن عمي مولود واصل المعارضة والتقى لحلو لذات الأمر وكشف له بأن رفيق لن يلعب لفريق آخر في البطولة سوى النصرية، ولو بنصف ما يتقاضاه زملاؤه في الفريق، وذلك من فكرة أن عمي مولود كان على دراية بعقلية اللاعب الجزائري. في ميركاتو 2008، تنقل رفيق للبرتغال أين أمضى مع فريق بينفيكا أول موسم له كاحترافي مع الفريق البرتغالي، وبعدها تم إعارته لفريق ناسيونال ماديرا الذي يلعب له لحد الآن. تعرض لإصابة في موسمه الأول مع ماديرا، لكنه عاد وأصبح أساسيا مع فريقه ولعب لحد الآن 39 مباراة مع ماديرا وسجل هدفا واحدا في كاس الاتحاد الأوروبي. التزامه بتعليمات الوالد زادت من نجاحه مرة أخرى، بقي رفيق متشبثا بنصائح عمي مولود حتى وهو في الغربة، حيث أنه مر على طريق دكة الاحتياط قبل اندماجه في التشكيلة الأساسية مثل السابق، ليبهر مدربه بإمكانياته العالية في أول مباراة رسمية لحليش يوم 30 مارس 2008 مع ناسيونال دخلها في الشوط الثاني ضد نادي إيناو دي ليريا، لدرجة أن مدرب ماديرا قال لرفيق "أنا لا أراك مدافعا، لأن لديك إمكانيات تؤهلك للعب في وسط الميدان"، وهو الأمر الذي جعل مسيري نادي جزيرة ماديرا يتشبثون برفيق وطلبوا شراء عقده من نادي القلعة الحمراء. الآن وقد انتهت فترة إعارة اللاعب لنادي ماديرا، يعود حليش لناديه بنفيكا والذي يملك حرية بيعه أو إدماجه في صفوفه. مسيرته مع المنتخب الجزائري كان لرفيق أول إستدعاء له للمنتخب في 31 ماي 2008 في مباراة ضد السنغال في تصفيات كأس إفريقيا والعالم 2010، وبفضل عمله الجاد والعزيمة أصبح من ركائز الفريق الوطني في الدفاع وكانت أول مباراة له أساسيا في 23 مارس 2009 ضد المنتخب الرواندي في رواندا أين عاد بتعادل ثمين آنذاك . وبفضل أناقته في اللعب، أصبح الشيخ رابح سعدان يضع فيه ثقة كبيرة في الدفاع وأصبح يلعب في مركز مدافع حر، خاصة في مباراته ضد المنتخب المصري في 7 جوان 2009 بالبليدة، أين أدى مباراة تبقى له في الذكرى. ومن أسوأ الذكريات التي يحتفظ بها ولعلها الأكثر حزنا، هي ما حدث له القاهرة رفقة المنتخب الوطني أين تم رشقه بالحجر وإصابته في الرأس، وكذلك البطاقة الحمراء التي تلقاها في أنغولا التي يتأسف عليها دائما. مشوار مميز في دورة أنغولا وهدفه ضد مالي أهّل الجزائر للدور الثاني بفضل جهود اللاعبين، وعلى رأسهم رفيق حليش، تمكن المنتخب الوطني من تجاوز الدور الأول بهدف رفيق ضد مالي، ليواصل بعدها "الخضر" مشوارهم ويصلوا إلى مواجهة أفيال كوت ديفوار ومقارعة زملاء ديدي دوروغبا، أين فاز "الخضر" بالأداء والنتيجة، ليبلغوا بعدها الدور نصف النهائي قبل أن يهزمهم الحكم كوفي كوجيا. مسك الختام يتوج كأحسن لاعب جزائري في كأس العالم الأكيد أن الذي تابع لقاءات الجزائر في كأس العالم، يكون قد وقف على الدور الكبير الذي لعبه حليش في صد الهجمات المتكررة على دفاع "الخضر"، وتحطيم كل المحاولات في اختراقه وانكسرت كلها على صخرة دفاعنا الذي لقبه الكثيرون ب "قاتوزو" الجزائر، حيث حصل اللاعب على تنقيط ممتاز من طرف الفيفا كأكثر اللاعبين مشاركة وتأثيرا في المستطيل الأخضر، وأكيد أن أسهم اللاعب ستواصل ارتفاعها في بورصة الانتقالات من يوم لآخر، ما سيكون في مصلحة اللاعب والمنتخب الوطني الذي سيعود عليه تألق لاعبه بالفائدة. بعد عودة المنتخب الوطني من كأس أمم إفريقيا، بادرت" الأمة العربية" إلى إهداء رمزي لرفيق بطورطة كبيرة عليها اسم الجريدة كتكريم رمزي بسيط وقد شكر اللاعب هذه المبادرة من الجريدة. رفيق لا ينسى أبدا أصدقاءه ومصطفى أقربهم إلى قلبه الذي لا يعرف رفيق يجهل عنه الكثير، فحين يعود إلى حيه في باش جراح يجلس لساعات في حيه وأمام مدخل عمارته ليكلم أبناء حيه، كما يذهب للمسجد لأداء الفرائض الدينية والتي يواظب عليها باستمرار، والحقيقة تقال إن اللاعب رفيق في كل مرة نكلمه في الهاتف أو عن طريق الانترنيت، يطلب منا تبليغ سلامه إلى كافة أبناء الحي. ومن أصدقائه الأوفياء والذين هو على صلة دائمة بهم، نجد مصطفى صديق الطفولة، الذي يتكلم عنه في كل مقابلة صحفية يجريها، وقد كان لنا حديث مع صديق العمر مصطفى والذي بدوره أبى إلا أن يثني على صديقه، معتبرا إياه مفخرة الجزائر والوطن العربي عامة، بالإضافة إلى كونه شرّف حيه وأعطى صورة مغايرة تماما عما يشاع عن حي باش جراح.