وهوالآنيحيي أمجاد أجداده بحمله للألوان الوطنية، دفاعا عن هيبة الجزائر في الساحة الإقليمية والدولية. وحسب عمي مولود فإن أصل عائلة حليش صادر من دشرة ''إيغيل مولا'' الكائنة بالقبائل، وهي منطقة يخلدها أهل حليش، كون أنها شهدت أول رصاصة معلنة اندلاع ثورتنا المجيدة• ولذلك عمي مولود يبقى وفيا بعد وفاة الحاج بلعيد رحمه الله جد رفيق، بإحيائه والعائلة كل فاتح نوفمبر من كل سنة لعيد الثورة الجزائرية. وفي المرة الأخيرة، طالب سكان دشرة ''إيغيل مولا'' من عمي مولود اصطحاب رفيق حليش إلى منطقة الأجداد، وهو الأمر الذي استحسنه كثيرا عمي مولود، إلا أنه اعتذر لهم، ووعدهم في نفس الوقت بجلبه في موعد آخر، عندما تتاح له الفرصة، وعلى أكبر تقدير فإنه قد يزور دشرته التي لم يترك زيارتها في صغره، في مرحلة التحويلات الشتوية المقبلة. وفي الصدد قال عمي مولود:''سأرافق رفيق يوما ما إلى دشرة مولا، لأن هنالك شباب كثيرون، يجب أن يلقنوا بضرورة التفاني في العمل، لأنه سر النجاح، ومثلما فعل حليش، فهناك فرصة للآخرين أيضا''• رفيق بدأ مشواره في الجيدو مثل والد عمي مولود، قبل انشقاقه نحو مجال كرة القدم الكثيرون لا يعلمون أن رفيق حليش مدافع المنتخب الوطني ونادي ناسيونال ماديرا البرتغالي، بدأ مسيرته الرياضية بممارسة لعبة الجيدو، وهو في سن السادسة من عمره، مثلما أراد والده عمي مولود الذي كان حينها مديرا تقنيا في فريق مولودية العاصمة، ومن لا يعرف ''عمي مولود'' أيضا، فإن الأخير سبق رفيق لحمل الألوان الوطنية، ولكن في اختصاص الجيدو وليس كرة القدم، حيث مثل الجزائر في أول بطولة عالمية شاركت فيها نهاية الستينيات، ثم مدربا للنخبة الوطنية في الألعاب المتوسطية سنة ,1975 كما أشرف على تدريب نادي ''مجموعة لاييك'' ثم لنادي غرمول، قبل أن يكمل مشواره التدريبي على رأس مولودية بترول الجزائر من 1977 وإلى غاية .2008 كما كان عضوا تنفيذيا في مكتب المولودية قبل أن يحول إلى التقاعد• ''عمي مولود'' الذي استضافنا ببيته المتواضع في حي باش جراح ,3 قص علينا رواية رفيق الذي مارس الجيدو، إلا أنه فضل الكرة التي عشقها منذ صغره، فرغم أن والده كان يأخذه دائما للتدرب في المدرسة الرياضية بحي ''سانت ميشال'' أين قضى رفيق عامين في ممارسة الجيدو، قبل أن يجبر ''عمي مولود'' على إيقاف رفيق عن لعبته المفضلة التي أحبها لابنه، بداعي إغلاق مدرسة ''سانت ميشال'' لأبوابها• عمي مولود رفض الفكرة رغم العروض المغرية بداية الشهرة وتهافت الأندية المحلية ارتقاء حليش إلى صف الأكابر، كان خطوة مهمة في مشوار رفيق، الذي لم يقف عن استشارتي في جميع الأمور.. قال عمي مولود: ''نصيحتي له عندما ارتقى لصنف الأكابر، كانت متمثلة في أنني قلت له لا تبال بأي شيء، فأنا أبوك وسأسعى لأوفر لك جميع احتياجاتك، فما عليك أنت سوى العمل فقط''• حليش الابن بعد ذلك استطاع أن يبرهن ويتألق من مباراة لأخرى، الشيء الذي جعله محل إعجاب بيت ومحيط الملاحة، إلا درجة أنه حمل شارة القائد وهو في سن لا يتجاوز العشرين• أداء حليش اللائق في السنة الثانية مع الأكابر، جعله محل أطماع العديد من الأندية المحلية على غرار مولودية الجزائر و اتحاد العاصمة في البداية، ثم شبيبة القبائل وأخيرا فريق اتحاد عنابة، الذي عرض مبلغا مغريا على إدارة النصرية التي كان يترأسها في ذلك الوقت لحلو مراد، إلا أن عمي مولود واصل المعارضة، والتقى لحلو لذات الأمر و كشف له بأن رفيق لن يلعب لفريق آخر في البطولة سوى النصرية، ولو بنصف ما يتقاضاه زملاؤه في الفريق، و ذلك من فكرة أن عمي مولود كان على دراية بعقلية اللاعب الجزائري• تحصنه بتعليمات الأب كانت سر تألقه رفيق لقي صعوبات في ماديرا قبل أن تتاح له فرصة المشاركة رفيق مر بصعوبات في البداية، كونه لم يكن يجيد اللغة البرتغالية، سوى بعض الفرنسية المنكسرة، لكنه سرعان ما قام بتعلم اللغة الإنجليزية، التي أصبح يجيد تكلمها، إلى جانب قسط كبير من اللغة البرتغالية. مرة أخرى بقي رفيق متشبثا بنصائح عمي مولود حتى وهو في الغربة، حيث أنه مر على طريق دكة الاحتياط قبل اندماجه في التشكيلة الأساسية مثل السابق، ليبهر مدربه بإمكانياته العالية في أول مباراة رسمية لحليش يوم 30 مارس 2008 مع ناسيونال، دخلها في الشوط الثاني ضد نادي ايناو دي ليريا، لدرجة أن مدرب ماديرا قال لرفيق ''أنا لا أراك مدافعا، لأن لديك إمكانيات تؤهلك للعب في وسط الميدان''، وهو الأمر الذي جعل مسيري نادي جزيرة ماديرا يتشبثون برفيق، وطلبوا شراء عقده من نادي القلعة الحمراء• في انتظار المباراة الفاصلة ضد مصر هذا السبت رفيق شارك في 6 مباريات مع الخضر لحد الآن، يكون رفيق قد شارك في 6 مواجهات مع المنتخب الوطني، وذلك أمام منتخبات السنيغال، مصر، زامبيا (ذهابا و إيابا) و روندا(ذهابا و إيابا)، في انتظار لقاء الفرصة الأخيرة أمام منتخب الفراعنة هذا السبت بالقاهرة، لحساب آخر جولة من التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والمونديال .2010 خلال هذه التجربة القصيرة لرفيق مع المنتخب الوطني، تمكن الخضر من فرض أنفسهم في الساحة الكروية، وأثبتوا عن قدراتهم بأداء جماعي متألق، وضعهم في مقدمة المجموعة، بعد فوز رائع أمام المنتخب المصري، وانتصارين أمام زامبيا ذهابا و إيابا، ثم أمام روندا في البليدة، وهو ما يعتبر ''عمي حليش'' عملا بطوليا قام به لاعبون شباب، أثبتوا قوتهم و رغبتهم في رفع التحدي، من أجل استرجاع هيبة الكرة الجزائرية، التي تقهقرت في السنوات العجاف الماضية وقال عمي مولود:''أيضا أنا أرى في هذه المجموعة مستقبلا للكرة الجزائرية، وأنا متفائل جدا بأننا سنقتلع تأشيرة التأهل إلى المونديال من بلاد الفراعنة، وذلك مثلما راهنت الكثيرين في السابق بأننا سنفوز عليهم في البليدة''. وفي حديثه دائما طالب حليش الأب المسؤولين بتعبيد الطريق لهؤلاء الشبان ومنحهم الثقة من أجل تحقيق مزيد من الإنجازات• رفيق شرف حي باش جراح عمي مولود انتهز فرصة وجودنا إلى جانبه ببيته الكائن في حي باش جراح الشعبي، المعروف بكثرة المشاكل، ليوجه رسالته عبر ''الفجر'': قائلا ''من يعرف بأن باش جراح معقل للمشاكل والانحرافات، يجب عليه أن يعلم بأن هناك أناس رفعوا التحدي و أبلوا بلاء حسنا شرفوا به منطقتهم، وأنا شخصيا لي الشرف أن يكون ابني رفيق أحد هؤلاء، وأرجو من شباب المنطقة أن يقتدوا بما فعله رفيق، لأن بالإرادة والعمل نصل إلى النجاح''• بدأ مسيرته مع مدرسة بن عكنون قبل التحاقه بنصر حسين داي رفيق كان يعشق الكرة حتى النخاع رغم معارضة عمي مولود و مع ذلك فإن الشغل الشاغل لرفيق، هو كيف يجد الفرصة مواتية للعب الكرة في ''الحومة'' مع قرائنه من الأولاد، وذلك في فترة دوام عمي مولود، لكن رفيق وفور سماعه لصوت محرك سيارة والده من نوع بيجو ''''505 كان يفر إلى البيت، يقول ''عمي مولود وهو يضحك، وذلك من باب الخوف من المعاتبة، لأن عمي مولود كان حريصا جدا على تربية أبنائه السبعة، خاصة رفيق الذي يمثل الابن الوحيد لعائلته الصغيرة رفقة ست من البنات• ومع نشأة المدرسة الرياضية ببن عكنون ''كريبس''، ارتأى عمي مولود الذي يحب الرياضة جدا، إلى أخذ رفيق إلى هناك، سيما أنه كانت تجمعه علاقة صداقة بمدير المدرسة حينها المدعو ''زهير بلحسن'' الذي لاحظ مهارة رفيق في لعب الكرة، عندما كان يلعب مع أبنائهم، قبل موعد مجيء عمي مولود لأخذه في المساء إلى البيت، وهو الأمر الذي أراد زهير أن يستشير فيه ''عمي مولود'' الذي كان يرفض فكرة كرة القدم من أساسها، رغم إلحاح البعض من أولاد الحومة الذين انبهروا بطريقة لعب رفيق، لكن هذه المرة تمكن زهير من إقناع عمي مولود بإدخال رفيق كمدافع مع نادي مدرسة بن عكنون. كان وقتها رفيق يملك حوالي ثماني سنوات، في نفس الوقت ربط عمي مولود من ابنه الوحيد شرط الدراسة مقابل موافقته، إلا أن رفيق وقتها كان متفوقا في الدراسة، الأمر الذي جعل عمي مولود يوافق مباشرة، كما هو معروف عن رفيق فإنه واصل دراسته إلى غاية امتحانه لشهادة البكالوريا• أول دعوة له للمنتخب أسرت العائلة والحومة حليش يقنع في ربع ساعة أمام السنيغال ويبهر سعدان بعد ذلك دخل رفيق في المجموعة، وتمكن من فرض نفسه إلى غاية تلقيه لأول دعوة من المدرب الوطني رابح سعدان، الذي قدر إمكانيات رفيق وارتأى جلبه إلى المنتخب الوطني، وهو الأمر الذي أسعد رفيق و عائلته كثيرا، و تعود أول مشاركة لرفيق مع الخضر، إلى مباراة 31 ماي ضد منتخب السنيغال بملعب البليدة، وذلك طبعا بعدما حمل الألوان الوطنية من قبل مع أواسط المنتخب الوطني عندما كان في نصر حسين داي، ومن ثمة وضع فيه سعدان وطاقمه الفني ثقتهم، سيما بعد الأداء اللافت، الذي ظهر عليه ابن باش جراح في العشرين دقيقة، عندما دخل بديلا لعنتر يحيى، لدرجة أن سعدان قال لرفيق بعد المباراة، حسب عمي مولود دائما،:''لقد وضعتنا في مشكل حقيقي، بعد تألقك في مباراة السنغال''، ليواصل الناخب الوطني دعمه لرفيق، بتلقينه التعليمات والنصائح سواء عبر الهاتف أو خلال التربصات التي يقيمها الخضر قبل كل مباراة• ''رفيق كان يحب ''الجياسكا'' مثل جده و دعاوي الحاجة الجوهر ما يخطوهش'' ربما أن نهوض ونشأة رفيق في العاصمة، والتحاقه بفريق نصر حسين داي، لم يقف في وجه مناصرته للفريق الذي ناصره الحاج بلعيد ، والمتمثل في فريق شبيبة القبائل، حيث كان رفيق يحب الشبيبة منذ صغره، سيما أنه كان متعلقا بجده، في نفس الوقت يتزود رفيق من ''دعاوي'' جدته الجوهر ''البراكة'' مثلما قال عمي مولود، والتي تبلغ ال 96 و هي مقيمة الآن مع عائلة عمي مولود بباش جراح•