تشهد الوكالة المحلية للتشغيل بالمنيعة منذ مدة، تدعيما هاما من الناحية البشرية والمادية، فقد أصبح للوكالة عمال مثبتون وهم 5 مستشارين وتقني سامي في الإعلام الآلي وتقني في التشغيل ومكلفة بالدراسات وعون متعدد الخدمات، بالإضافة إلى 5 حراس. كما زودت الوكالة بأربعة حواسيب وطابعة وآلة نسخ. كل ما سبق ألقى وقتها بظلال من الارتياح في صفوف المواطنين، وفي مقدمتهم البطالون، حيث ساهم وجود ختم الوكالة في تلبية الطلبات المتعلقة ببطاقات العمل وضبط قوائم عروض العمل لإيجاد آلية للتشغيل، ولو لفترات زمنية، من أجل تلبية متطلبات نحو 6000 بطال، من بينهم 1000 من حاملي الشهادات الجامعية، والحال ذاته ينطبق على عشرات العاملين في المؤسسات الاقتصادية وتلك التابعة للوظيف العمومي في مختلف البرامج الثلاثة الموجهة للجامعيين والحاصلين على مستوى الثانوي أو شهادة من مراكز التكوين المهني، والذين هم بدون مستوى، مع الإشارة إلى أن العمل بصيغة الإدماج المهني لا يزال مفتوحا في المؤسسات الاقتصادية ومتوقفا في الوظيف العمومي. لكن يبدو أن هذه الصورة الوردية بدأت تهتز لدى شريحة البطالين، حيث تنادي رؤساء الجمعيات الممثلة لهم للقاء عقدوه مؤخرا مع السلطات المحلية لبلديتي المنيعة وحاسي القارة برئاسة رئيس الدائرة، أبدى من خلاله ممثلو البطالين غضبا شديدا بسبب ما وردت إليهم من معلومات يصفونها ب المؤكدة"، والتي مفادها أن شركة مختصة في الحفر والتنقيب تنشط في منطقة "سيدي قدور" النفطية الواقعة شمال المنيعة على مسافة 95 كلم، وتعمل لصالح شركة بريتش غاز قامت بجلب عدد من العمال المختصين في عدة مجالات من خارج المنطقة في خرق صارخ للتعليمات الحكومية التي تلزم الشركات العاملة في مجال البترول والغاز بالتوظيف عن طريق الوكالة المحلية للتشغيل، علما أن وكالة المنيعة أعدت قائمة بأزيد من 50 بطالا للالتحاق بالشركة المعنية المذكورة قبل أن تفاجأ بتخليها عنهم، وقد طال غضب الجمعيات شركة بريتش بتروليوم التي اتهمومها هي الأخرى بالتوظيف من خارج المنطقة داعين إياها لاعتماد الشفافية في العمل، وإعطاء الأولوية لأبناء المنطقة، لاسيما في اليد العاملة البسيطة، ويأتي هذا النداء من منطلق أن الجمعيات تعتبر نفسها شريكا اجتماعيا يدافع عن حقوق أبناء المنطقة في التشغيل، والذين تكفل لهم القوانين الأولوية في ذلك. ونظرا لأن مفتشية العمل تعتبر جهازا رقابيا وأخلاقيا مهما، فإن الجمعيات دعت الوزير لتدعيم رئيس المفتشية بمركبة رباعية الدفع تسهل عليه التنقل إلى أماكن تواجد الشركات بمنطقة "لخشيبة" التي تبعد عن المنيعة جنوبا بنحو 250 كلم.