كما كان متوقّعا، فرض المضاربون منطقهم على سوق الخضار في أسواق الجملة، ليرفعوا الأسعار إلى مستوى قياسي وصلت فيه الكثير من الخضار إلى ارتفاع تعدى نسبة 100 بالمائة، ولم تنفع لا أجهزة الرقابة بين عدة مصالح التي أطلقتها الجهات الرسمية قبل رمضان، ولا الحملة التحسيسية التي باشرها اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، ليسقط المواطن في المشكل نفسه في كل عام من بداية رمضان. زيارتنا إلى سوق الجملة بخميس الخشنة، فجر أول يوم من رضمان، جعلتنا نقف على الارتفاع الجنوني للخضر على مستوى هذا السوق. وحسب تجار التجزئة الذين أبدوا تذمرهم من استغلال المضاربين لأول أيام رمضان لرفع الأسعار، فإن باقي أسواق الجملة في الكاليتوس والرافيڤو تعاني نفس المشكل، فقد ارتفع سعر الخس مثلا إلى أكثر من 150 بالمائة عن سعره الذي كان عليه قبل رمضان، حيث وصل سعره في سوق الجملة إلى 40 دج بعدما كان قبل يومين فقط ب 15 دج. وحسب تجار التجزئة، فإنه سيباع في سوق التجزئة ما بين 50 و60 دج. أما سعر الجزر، فقد وصل هو بدوره إلى 50 دج بعدما كان ما بين 22 و25 دج قبل أيام قلائل في رمضان وسيباع ما بين 65 دج و70 في سوق التجزئة، والأمر نفسه للقرع الذي كان 25 دج في سوق الجملة ليترفع إلى أكثر من النصف ويباع ب 60 دج. أما مادة البطاطا، الأكثر استهلاكا من قبل الجزائريين، فقد وصلت في أسواق الجملة إلى 30 دج بعدما كانت لا تتعدى 25 أو أقل قبل شهر الصيام. أما اللوبيا، فقد ارتفعت إلى 100 دج بعدما كانت في حدود 50 و60 دج قبل أيام فقط. واستغرب تجار التجزئة الذين استجوبناهم لارتفاع الأسعار، ليس بحكم شهر رمضان، وإنما لأن الكثير من الخضار موسمية، يعني أنها في فترة جني المحصول، وهذا ما يعني أنها متوفرة وكان على أسعارها في أقل الأحوال أن تظل ثابتة وفي أحسنها تنخفض. ويرى الكثير من تجار التجزئة، أن المضاربين في أسواق الخضار استطاعوا فرض منطقهم باستغلالهم للفلاحين الذين يكدون ويتعبون من أجل إنتاجهم، والذين يقدمونه بأسعار معقولة، ليعيد المضاربون بيعه بأسعار خيالية، غير عابئين بشهر الصيام الذي يعد شهرا للرحمة والتعاون. ومن خلال هذه العينات من الأسعار، فإنه تأكد فشل سياسة مراقبة الأسعار وثبتت قوة المضاربين الذين صارت إرادتهم تكسر نية السلطات المعنية بالمراقبة، إن لم تكن تستغلها في الكثير من الأحيان، واعترف الكثير من التجار أن ارتفاع السلع حالة مؤقتة في رمضان، حيث تميز الأيام الأولى منه وسرعان ما تعود إلى سعرها الأصلي.