وزير النقل، والطائرات والحافلات، ووزير الميترو الذي ما يزال عاطلا عن الانطلاق، بشر خلال زيارته الأخيرة لإحدى ورشات الميترو الذي أصبح من القرن الماضي من شدة ما طال عليه الزمن ونحن ننتظر، أن الجزائريين قريبا سيمكنهم ركوب الميترو بعد استكمال 9،5 كلم من سكك الميترو. وحسبه، لم يتبق سوى جوانب أمنية حتى يتم الشطر الأول البالغ 9،5 كلم، وهذه الجوانب ربما لا الوزير الحالي ولا القادم يمكن أن يعلم متى ننتهي منها، بما أن "الأشطار" القليلة من الميترو بقيت عقودا من الزمن. ماذا مثلا لو تخلينا عن هذا المشروع وحفظنا غلافه المالي لقضاء حوائج أخرى، فالعودة إلى عهد "الكاليش" أرحم من انتظار ميترو أصبح للشباب الذين انطلق المشروع في وقتهم أحفادا، ومنهم من مات دون حتى أن يرى الميترو في التلفزيون. والغريب، أنه لحد الآن استكمل الشطر الأول المقدر ب 9،5 كلم، والأغرب أن ينطلق مشروع ميترو منذ ثمانينيات القرن الماضي دون أن يرى النور. إمارة دبي حين قررت إطلاق المشروع، استكملته في أربع سنوات، ولم يتكلم وزراء النقل حينها عن بعض الكلومترات المستكلمة. فبعد أربع سنوات، دشن ميترو دبي وركبه الناس والسلام. أما نحن، فما زال الوزير يتحدث عن 9،5 كلم من المشروع وقد يأتي يوم سيدشن فيه عمار تو ويبشر العالم ببعض السنتيمترات المنجزة من سكك حديدية، لميترو أصبح من القرن الماضي، لأن العالم اليوم بدأ يفكر في تقنيات أخرى للنقل.