الحي الذي يعود تاريخ تشييده إلى بداية الثمانينات يظهر وكأنه قد مر عليه قرن من الزمن جراء مظاهر الاهتراء والتدهور واللامبالاة التي تظل مع الأسف السمة التي تطبع يومياته من خلال اللون الباهت والشاحب لواجهات العمارات التي تلاشى كليا الطلاء عنها لدرجة بروز قضبان الخراسنة الحديدية جراء عدم خضوعها لعمليات الصيانة والتهيئة علاوة على تدهور السلالم التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار في أية لحظة غير أن ما يلفت انتباه أي زائر للحي السكني الانتشار الملفت للاوساخ والقمامات التي تكتسح كل ارجاء وزوايا الحي الذي تحول حقيقة إلى مزابل ومفرغات عشوائية باتت تستقطب اليها الحياوانات الشاردة والضالة التي اعتبرها نزلاء العمارات خطرا يهدد حياة ذويهم وأطفالهم المتمدرسين الذين يظطرون للاستيقاظ مبكرا للولوج إلى مدارسهم كما باتت تحولت عدة اقبية إلى مستنقعات من المياه العكرة الراكدة منذ عشرات السنين لتصبح احد السموم القاتلة التي يتجرعها السكان نتاج الروائح الكريهة الحابسة للأنفاس والتي يقول السكان إنها قد كدرت من صفو يومياتهم وحرمت عليهم التمتع بلذة الإفطار خلال الشهر الفضيل.وفي لقاء جمع" الأمة العربية" بممثلين عن الحي، ذكروا أن العيش بحي "لاكناب" أضحى خلال السنوات الأخيرة لا يطاق وذلك حسبهم بالنظر لتدهور الاوضاع وتعقيدها جراء عدم احترام العائلات التي تشغل الطوابق العليا لحرمة الجيرة التي ضربت بها على حد قولهم بعرض الحائط كما لا تكترث اطلاقا بمقتضيات الضرورة الصحية ولا البيئية، مذكرين في السياق ذاته إلى أن الكثيرات من ربات البيوت تعمدن عن قصد إلى رمي والقاء الفضلات المنزلية على شرفات من يقطنون أسفل كما ساهم هذا العمل غير المتحضر والمشين في تبعثر الأوساخ بفناء الحي في مشهد مقرف تشمئز منه النفوس وانبعاث روائح كريهة، تسد الأنفاس الأمر الذي دفع بربات البيوت إلى سد منافذ التهوية في عز ايام الحر الشديد حتى لا تتسلل روائح العفن المقرفة إلى بيوتهم وغرفهم فتحرمهم من النوم في سلام على حد تعبيرهن .من جهتهم صرح بعض الشاغلين لبعض الأقبية بالحي في حديثهم ل "الامة العربية" إنهم فروا من جحيم الضيق ليجدوا انفسهم في مواجهة تداعيات التعفن البيئي وأسراب الباعوض الفظيع الذي يفتك بأجساد فلذات أكبادهم علاوة على الجرذان والقوارض التي وصل بها الأمر إلى حد الاعتداء عليهم حتى في وضح النهار، وتضيف السيدة وهيبة، إحدى المتضرارات من الوضع الراهن أن مساكنهن باتت مصبا للمياه القذرة ومفرغة للفضلات من قبل أصحاب الطوابق العليا الذين تلقى عليهم كل اللائمة في قذارة وتعفن الأوضاع بالحي بسبب عدم تحضرهم ووعيهم لثقافة النظافة، طبعا متسائلة في ذات السياق بقولها: هل نحن بشر أم حيوانات حتى نعامل بهذا الشكل اللاإنساني والبشع ؟؟.