"نورمال" كلمة أجنبية بمعنى "الطبيعي" .كلمة تستعمل اليوم لتدل حلى كل شيء إلا على ما وضعت لها، فمعناها الأصلي ينطبق مع المنطق، فما هو منطقي ، طبيعي، وما هو طبيعي، منطقي، كأن تقول مثلا :"الصيف حار"، فهذا أمر منطقي، وبالتالي يمكن أن نقول أن الحرارة في الصيف أمر طبيعي أيضا. غير أن المفاهيم تحولت عن مسارها إلى مسار معاكس تماما. تجد الناس تستعمل هذه الكلمة بطريقة تدل على تساهل وعدم اكتراث عجيب، لا أجد له تفسيرا مقنعا. سمعت رجلا يتكلم مع صاحبه حول العمل وظروف العمل في المؤسسة التي توظف فيها، قال وهو يجيبه عن سؤاله:".. كم ساعة أعمل؟.. ثماني ساعات كما يقول القانون! رأيت الرجل وكأنه لم يصدق كلام صاحبه، فانبرى يعيد عليه السؤال مستنكرا:" تعمل ثماني ساعات؟! ثم أضاف وهو يهز رأسه:" أنت مجنون.. هذا غير طبيعي..قال الجملة الأخيرة باللغة الفرنسية"سي با نورمال". وقلت في نفسي معلقا:"النورمال" هو أن يسجل حضوره ثم يذهب لقضاء وطر في مكان آخر. هذا هو المنطق السائد في وقتنا الحاضر، ووباؤه انتشر في كل مكان، فأصبحت السرقة والاحتيال والخيانة... سلوكا طبيعيا لا يحرك شعور الناس، وأصبح السارق والمحتال والخائن... رجلا "شاطرا" يسرق الأضواء!! ثم بعد ذلك يأتي من يزف في أذني معلومة غائبة عني، مفادها أن الوطنية الجديدة تقتضي أن تخطف من الوطن ما وصلت إليه يدك وحيلتك! وإلا "كلاك بوبي". أنصح أخي القارئ، إن وقف يوما أمام القاضي، ألا يخرج عن منطق"النورمال"، وإلا اتهم في صدق أقواله، وألبس تهمة تغليط العدالة، يشتري بها، و بدون تقسيط، عقوبة مالية أو بدنية أو العقوبتان معا .