اتصلت "الأمة العربية" ببعض المعتمرين الذين تنقلوا مع إحدى وكالات السفر والتي مقرها حي باب الوادي وبالضبط وكالة " زمزم" التي تنشط في مجال السياحة والأسفار وبدرجة أخص العمرة والحج، لكن هذه المرة لم يكن مسؤولو هذه الوكالة عند حجم المسؤولية، ولم يوفوا بوعودهم التي قطعوها للمعتمرين في النصف الأخير من شهر رمضان، حيث أوهموهم بأن رحلتهم ستكون مريحة وإقامتهم ستكون هانئة، ليتفاجأ هؤلاء بغياب ممثل الوكالة الذي آثر العودة للوطن وأغلق جهازه النقال، أما المرشد الثاني للوكالة فقد سافر رفقة بعض المعتمرين عائدا إلى الجزائر، تاركا وراءه شيوخ وعجائز لا يقوون على مشقة السفر ناهيك عن الانتظار في بهو المطار بعد أن أصبحوا يفترشون الأرض في حين تعرضت سيدة في العقد السابع من عمرها لكسر في اليد، و لدى اتصالنا ببعض هؤلاء المعتمرين صرحت لنا السيدة "رخوان سعاد و أختها السيدة زهرة" و هما زوجتا شهيد ,استشهدا في ميدان الشرف دفاعا عن الوطن ليجدا أنفسهما ملقاتين في المطار السعودي وسط ذهول من جميع الأجناس من المغاربة و التونسيون بل و حتى المسلمين من الغرب تعاطفوا معهم ,و قد حملت السيدتين المسؤولية الكاملة لوكالة "زمزم" لإخلالها بالعقد و الاتفاق المبرم معها، وأضافت السيدتان أنهما يعانيان من أمراض وقد بدأت أدويتهما في النفاد وهما يحملان الوكالة أي مسؤولية قد تحدث لها. وقد انتقلنا بدورنا إلى الوكالة بحي باب الوادي للاستماع إلى أقوالها مسؤوليها في هذه القضية التي بدأت تأخد أبعادا خطيرة، لكننا صدمنا بوجود شخص في الوكالة قال لنا بصريح العبارة ونحن نملك شهودا " المكلف الذي رافق المعتمرين عاد إلى الجزائر وأطفأ هاتفه وهو في عطلة" وما كان منه إلا أن طلب منا الذهاب إلى المقر الرئيسي بالرغاية وقد انتقلنا بالفعل، لنجد أن كلا المرافقين اللذان كان يتوجب عليهما مرافقة آخر معتمر قد عادا إلى الجزائر وأرسلا شخصا آخر من مكة لا علاقة له بالوكالة لينوب عنهما، و عند استفسارنا عن المسئول في هذه القضية، تقاذف مسئولو وكالة "زمزم" التهم ووجهوها للخطوط الجوية الجزائرية التي حسبهم لم تحضر العدد الكافي من الطائرات لنقل المعتمرين. و فيما يبقى ضيوف الرحمان يكتسون الأرض و يفترشون الحجابات تعلو دعواتهم من أرض الحرم على من تسبب في هذه المصيبة سواء من الخطوط الجوية الجزائرية أو من وكالة زمزم.