أكد العديد من المواطنين ممن كانوا سيؤدون مناسك العمرة هذه السنة أنهم فضلوا تأجيلها إلى السنة القادمة، تخوفا من انتقال عدوى أنفلونزا الخنازير باحتكاكهم بمعتمرين آخرين قادمين من جميع أنحاء العالم، حتى مع تأكيد أصحاب الوكالات أن الحماية الصحية مؤمنة من طرف العربية السعودية. من جهتها أكدت هذه الوكالات هي الأخرى أن هذا التراجع في الإقبال على طلبات العمرة لا يمكن أن يتجاوز سوى نسبة 5 بالمائة من إجمالي الطلب العام ما لن يؤثر على نشاطها. تلقت ''الحوار'' لدى وصولها معلومات تفيد بتراجع بعض المواطنين عن تقديم طلباتهم لدى وكالات العمرة ووكالات السياحة والأسفار لأداء مناسك العمرة لهذا الموسم مؤجلين إياها إلى غاية السنة القادمة، توضيحات من طرف مسؤولين على بعض الوكالات حول الموضوع الذي لا زال محل شك المواطنين حتى مع البيانات الصادرة عن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المطمئنة بأن الجزائر بمنأى عن الوباء العالمي الجديد، وكذا تلك الصادرة عن العربية السعودية تفيد من خلالها أنه قد تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة بعدم استقبال معتمرين قادمين من الدول التي مسّها الوباء. عائلات المعتمرين: فشلنا في إقناعهم قال الحاج حسين، الذي يحمل لقب حاج دون أن تطأ أقدامه أبدا البقاع المقدسة، الحلم الذي يراوده منذ سنين طويلة، في لقاء جمعه ب ''الحوار'' بنبرة حزينة إنه لن يتمكن من رؤية الكعبة المشرفة ومقام الرسول وأن العوامل والأسباب تتظافر للحيلولة دون تأديته العمرة أو الحج. فبعد جهد جهيد من الادخار ولدى عزمه الاعتمار هذا الموسم، ظهر وباء أنفلونزا الخنازير الذي يزداد انتشارا يوما بعد يوم، مضيفا ''ماكتبش المكتوب''. إلا أن أبناء الحاج وحتى مع محاولاتهم الجهيدة لإقناعه بالعدول عن قراره هذا لم يفلحوا في ذلك، حيث ذكر ابنه مراد أنه استعان في ذلك بصديق له يعمل بأحد مخابر التحاليل الطبية الخاصة ليقنعه أن طريقة تنقل الوباء ليست بالأمر السهل كما يتوقعه وأن الدول والحكومات اتخذت احتياطاتها في مكافحته، وكان تدخله دون جدوى. أما عائلة السيدة فاطمة فلم تجد سوى التوجه بها إلى الديوان الوطني للحج والعمرة لتتلقى توضيحات من المشرفين على تنظيم العمرة والذين حاولوا كل ما بوسعهم إفهامها أنها لن تتعرض لأي مكروه، لكن أصرت على رأيها من باب حماية صحتها، وقال أبناؤها ''فشلنا في إقناعها فوالدتنا من النوع العصبي ومصابة بارتفاع ضغط الدم فلا نريد أن نجبرها على موافقتنا الرأي خوفا من التعقيدات الصحية، لذا فضلنا تركها عند قرارها. عائلات أخرى كثيرة نقلت لنا وضعيتها في الفشل في إقناع من كانوا سيؤدون العمرة خاصة من كبار السن، ولاسيما أن العديد منهم ظل يجمع الأموال اللازمة طيلة حياته وعندما بلغ القيمة ظهر هذا الحائل، فلا يريد أبناؤهم أن يفوت الوالدين هذه الفرصة عن أنفسهم، فلا أحد يدري كم سيعيشان وما إن كانا سيعيشان إلى غاية الموسم القادم. تأثرت السياحة العالمية لكن لن يتأثر الحج والعمرة استبعد أصحاب وكالات الحج والعمرة والسياحة والأسفار وممثلوها من المتحصلين على الاعتمادات لتنظيم العمرة، أن تؤثر أنفلونزا الخنازير على الوضع، فلقد ذكر السيد رابح سباعي ممثل عن وكالة ''دام تور'' للسياحة والأسفار أن ما أقدم عليه هؤلاء المواطنون لا يعدوا أن يكون من منطلق العوامل النفسية، فلا أساس لما يبنون عليه فرضياتهم من الصحة، موضحا أن السياحة العالمية قد تأثرت وبدرجة كبيرة بهذا الوباء إلا أن هذا لا يعني أن الأمر ينطبق على موسمي الحج والعمرة. وأضاف سباعي، أنه حتى وإن بقي مجموعة من المواطنين متمسكين بمواقفهم التخوفية هذه، فلن تتأثر وكالات العمرة والحج بالحجم الذي نتصوره، فالتراجع على الطلبات لا يمكن أن يتجاوز نسبة ال 5 بالمائة كأقصى تقدير. فعلا، قال سباعي، تأثرت بعض الدول المجاورة في مجال السياحة، إلا أن الجزائر بعيدة عن هذا من حكم سياستها السياحية، فوكالات السياحة والأسفار تنظم رحلاتها إلى دول معينة لم تتأثر هي الأخرى بالأنفلونزا، وهو نفس ما أكده لنا بقية ممثلي الوكالات التي جلنا بينها لرصد نسبة الإقبال على طلبات العمرة لهذا الموسم إذا ما تراجعت فعلا أم لا، حيث أفادنا السيد سباعي في هذا السياق أن الجزائري لا يردعه رادع في تحقيق ما يريده، وأن النسبة التي تراجعت عن تأدية مناسك العمرة لهذا الموسم تبقى قليلة ولا تذكر.