المعتمرون يتهمون وكالة "العربية للأسفار" بالتحايل عاد، لأرض الوطن، ليلة الخميس الماضي، 69 معتمرا جزائريا قضوا أكثر من 50 يوماً متشردين بين مختلف المدن السعودية، والعاصمة السوربة دمشق واستقبلهم أهاليهم في حدود الساعة الرابعة صباحا بالزغاريد والبكاء وتحول مطار هواري بومدين الدولي إلى ساحة لتبادل العناق إذ خُيل للمغادرين أن الأمر يتعلق بسيناريو لمسلسل سيبث في رمضان المقبل، وحسب السيد نور الدين (60 سنة) فإن القصة بدأت في الفاتح من رمضان الماضي الموافق ل12 أكتوبر لما سجلوا لدى وكالة "العربية للأسفار" الواقع مقرها بدرارية بالعاصمة، بعد أن دفعوا مبلغ 11.5 مليون سنتيم (المبلغ الإجمالي قارب 800 مليون سنتيم) على أمل أن يمكثوا 15 يوما بالبقاع المقدسة ويعودوا في النصف الثاني من شهر الصيام، لكن صاحب الوكالة تخلى عنهم ليكتشفوا أنه لم يحجز لهم تذاكر للعودة وكل الخطوط الجوية لمختلف الشركات كانت محجوزة عن آخرها، وحاول المعتمرون الاتصال بصاحب الوكالة مرارا عبر هواتفه النقالة، ورقمه الثابت، لكنه لم يرد عليهم، وتركهم يواجهون مصيرهم المجهول، ولم يراع الظروف الصحية لمختلف المعتمرين إذ ضمت البعثة التي اختارت وكالته بعض العاجزين ومكفوفة وكبار السن. وقال الحاج صالح من العاصمة، "إن السفارتين الجزائريتين بالرياض ودمشق تكفلتا بإقامتنا ومصاريفنا إذ قضينا 45 يوما بالسعودية و5 أيام بمطار دمشق الدولي، وفقد الكثير منهم أمتعته كما مرض أغلبيتهم ومنهم من أصيب بانهيار نظرا لغياب الاتصال مع العائلة"، وأضاف الحاج صالح ل"النهار" -التي رافقت المعتمرين في رحلتهم الجوية من مطار دمشق إلى العاصمة الجزائرية عبر طائرة إيرباص- "أن السفارتين الجزائريتين قامتا بالواجب اتجاه المعتمرين بدل الوكالة التي فضّل صاحبها رمي المعتمرين مثلما ترمى الجثث في الحروب، كما كان الصدى إيجابي من الجزائر عبر وزارتي الشؤون الدينية والخارجية اللتان لم تدخرا جهدا لضمان راحتهم". وحاولت "النهار"، منذ يوم الجمعة، الاتصال بالوكالة لكن هاتفها الثابت لم يعد في الخدمة، أما الهاتفين النقالين لمسيرها، فأحدهما مغلق والثاني لم يرد فيه صاحبه مرارا، وحسب ممثلو المعتمرين فإنهم سيتأسسون كطرف مدني لمتابعة صاحب الوكالة قضائيا نظرا لما لحق بهم من متاعب، خاصة وان الكثير منهم صرف كل أمواله. أما المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية عبد الله طمين، وفي اتصال مع "النهار" فقد أكد "أن الوزارة ستتخذ الإجراءات الضرورية لمعاقبة صاحب الوكالة، كما سيتم إخطار وزارة السياحة وتزويدها بكل المعلومات، ومن المحتمل أن تسحب منه الرخصة وهذا بناءً أيضا على تقرير القنصل العام بجدة "، وتعهد بمراقبة العملية بصرامة، وطمأن الذين ينوون الحج هذا الموسم مع الوكالات الخاصة أن الأمور ستسير وفقا للأمر الذي خُطط له ولا داعي للقلق، كما أن وزارة الشؤون الدينية ستتكفل بكل البعثات سواء الخاصة أو العامة. وأضاف طمين موّضحا " أن ثمة 4 وكالات سياحية أخلت بشروط العمرة من بينها ثلاث غير معتمدة ويتعلق الأمر بوكالة (العربية للأسفار( و (مؤونة للسياحة) و (آل تور) ورابعة معتمدة وهي (لطفي بقالمة)" وقال طمين " أن هذه الوكالات تتصدر القائمة السوداء وسيتم منعها من تنظيم عمليات الحج والعمرة مستقبلا، كما سيتم تعديل دفتر الشروط، إذ ستُضاف مادة صريحة تمنع العمل بالمناولة ومن لجأ لهذه الطريقة فسيتحمل مسؤوليته أيضا".