تسببت الأمطار الأخيرة التي هطلت في غرب ووسط وشرق البلاد، في انسداد الكثير من قنوات صرف المياه، حيث تأخر الكثير من العمال والتلاميذ في بلديات عدة عن مناصب عملهم ومقاعد الدراسة، بعد انقطاع الطرق بسبب الانسداد في قنوات صرف المياه. وعرت الأمطار الأخيرة التي هطلت، أول أمس وصباح أمس، واقع البلديات وطرق التسيير العبثي عبر مختلف بلديات الوطن التي شهدت هطول الأمطار الأخيرة، رغم أن موسم الأمطار الحقيقي لم يدخل بعد. ففي العاصمة وحدها، تسببت الأمطار في انقطاع عدة طرقات مما تسبب في تأخر التلاميذ عن الالتحاق بمقاعد الدراسة، وكذا العمال والموظفين الذين انقطعت بهم الطرق التي غمرتها المياه، فقد سجلت القبة انقطاعا في بعض طرقاتها، كما غمرت المياه حي رويسو في بلكور، وكذا الدائرة الإدارية لرويبة، والأمر نفسه في بلدية رغاية التي غمرت أحياءها المياه، وعرف سكان الأكواخ المتاخم للوديان ليلة بيضاء خشية فيضانات مفاجئة. كما تسببت الرياح الهوجاء في سقوط بعض أعمدة الكهرباء والهاتف، متسببة في أضرار جسيمة على بعض البنايات والسيارات، فقد شرعت مختلف البلديات في وسط وغرب وشرق البلاد في عملية "البريكولاج" المعتادة، حيث عمدت إلى وسائل التفريغ من أجل امتصاص مخلفات الأمطار من المياه الراكدة في الطرقات والأحياء، حيث كشفت بعض المصادر أنه تم لغاية صباح أمس 57 عملية امتصاص لمخلفات الأمطار، متمثلة في المياه التي تسببت في زحمة سير وعزل عدة أحياء وبلديات. فضلا عن هذا، فقد كشفت الأمطار الأخيرة عن عمليات غش واسعة في الكثير من المشاريع، وعلى رأسها المدارس التي غمرت بعضها الأمطار، إضافة إلى تصدعات للأسقف والجدران، وهو ما يطرح أكثر من سؤال عن الطريقة التي حصل بها أصحاب هذه المشاريع عن مشاريعهم؟ ودور البلدية ومصالحها التقنية في قبول هذه المشاريع ومراقبتها؟ كما تم تسجيل تصدع بعض المسالك والطرقات، رغم حداثة انجازها والتي تسببت في تعطيل حركة السيل وانجرافات للتربة، أخذت معها أمتارا من الطرق الحديثة الإنجاز، لتتكشف العيوب التي لم يعد يخفى على أحد أن أبطالها رؤساء البلديات وباقي الهيئات المنتخبة على المستوى المحلي. والسياق ذاته، انفجرت وتعطلت قنوات صرف المياه، بسبب انسدادها بمختلف أشكال الأوساخ، إضافة إلى أنها لم تكن بالمقاييس المطلوبة وبعيدة كل البعد عن المعايير التقنية، ما يدل على غياب كافة أشكال الصيانة الدورية التي كان من المفروض أن تقوم بها مصالح البلديات، خاصة مع نهاية فصل الأمطار. للإشارة، فإن مثل هذه المشاكل صارت تحدث مع أول قطرات المطر التي تهطل خلال بداية موسم الأمطار، كاشفة عن عيوب التسيير والغش في الكثير من المشاريع التي يدفع ثمنه المواطن وحده، أحيانا يدفع حياته ثمنا للتهاون، وأحيانا يكون الثمن ممتلكاته ووقته الذي يضيع بين الانتظار في الطرقات، بعيدا عن المحاسبة الحقيقية جراء التسيب الذي صار سمة البلديات الأساسية، رغم الإمكانيات التي وفرتها الدولة ووضعتها تحت تصرف المنتخبين المحليين الذين من المفروض أن يتحمّلوا مسؤولياتهم في مثل هذه الأمور. فمع الأسف، فقد صار سقوط أرواح بسبب بعض الأمطار وتعطل عدة مصالح، ظاهرة حقيقية تستحق أكثر من دراسة، وتستحق أكثر تحقيقا معمقا من مصالح الداخلية في واقع هذه البلديات التي بات ينخرها الفساد. بسبب الرياح والأمطار وفاة 7 أشخاص في الجلفة وبومرداس والعاصمة لقي 7 أشخاص حتفهم على إثر التقلبات الجوية الأخيرة حسب ما أفادت به نشرية للحماية المدنية حيث مات 5 أشخاص جرفتهم المياه بالجلفة، كما توفيت سيدة مسنة في بلدية بلوزداد بعد انهيار سقف بيتها، كما توفي شخص آخر في إحدى بلديات بومرداس يبلغ من العمر 50 سنة بعد أن هوى عليه سقف البيت جراء الرياح العاتية. كما تدخلت مصالح الحماية المدنية ليلة السبت إلى الأحد في عدة نقاط لإجلاء عدة مواطنين حاصرتهم المياه، كما عرفت مصالح الاستعجالات الطبية توافد بعض المواطنين الجرحى الذي سقطت عليهم بعض الأشياء من الأسقف جراء الرياح العاتية.