لاتزال العديد من المساجد بإقليم عاصمة الكورنيش جيجل واحة للصراعات الفكرية، وذلك في ظل افتقادها لمؤطرين رسميين وهوما حولها إلى واحة لزرع الفتن بين جموع المصلين الذين أضطر بعضهم إلى مقاطعة الصلاة بهذه المساجد تجنبا للوقوع في شراك هذه الصراعات. وقد اعترفت مديرية الشؤون الدينية لعاصمة الكورنيش في تقرير سابق بوجود عشرات المساجد المنتشرة عبر ربوع الولاية من دون تأطير رسمي وهوما فتح الباب أمام بعض الأئمة المتطوعين للإشراف على هذه المساجد بكل ما ترتب عن ذلك من خروقات ومشاكل حولت بعض هذه المساجد إلى واحة للصراعات بين مجموعات تتبنى إيديولوجيات فكرية مختلفة بدليل ما حدث خلال شهر رمضان الفائت حيث بلغت هذه الصراعات أوجها ببعض المساجد بسبب اختلاف أفراد هذه الجماعات حول طريقة تأدية صلاة التراويح وهو ما دافع بالعديد من المصلين إلى مقاطعة الصلاة بهذه المساجد تجنبا للأسوأ، وذلك في الوقت الذي لم تحرك فيه المديرية الوصية ساكنا لوضع حد لمثل هذه الممارسات التي أساءت كثيرا لمواقع العبادة وحوّلتها إلى وسيلة تفريق بدل وسيلة توحيد ووئام . وعلاوة على مشكل التأطير تبقى العديد من المساجد مغلقة بصفة كلية على مستوى إقليم الولاية وذلك بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، وكذا هجرة سكان المناطق التي تقع بها هذه المساجد، وهوما اعترفت به كذلك المديرية الوصية التي كشفت عن وجود ما يزيد عن 40 مسجدا مغلقا من أصل 270 التي تتوفر عليها الولاية، كما اعترفت المديرية بوجود عجز فادح في التأطير على مستوى المساجد المفتوحة وذلك بالنظر إلى قلة المناصب المالية الممنوحة لها وهوما جعل هذه الأخيرة تلجأ إلى حيل أخرى بغرض سد هذا العجز حيث لجأت إلى الاستنجاد بأكثر من 180شاب من المتعاقدين في إطار عملية تشغيل الشباب ولو أن كل هذه الحيل لم تنه مشكلة التأطير التي تبقى أهم مشكلة تواجهها مساجد عاصمة الكورنيش، وفي مقدمتها تلك المتواجدة بالمناطق النائية خاصة في ظل افتقاد هذه الأخيرة لسكنات وظيفية وهوما جعل بعض الأئمة يحجمون على العمل بها.