تحولت بعض المساجد المنتشرة عبر العديد من المناطق المعزولة بولاية جيجل وحتى بالمناطق الحضرية منذ بداية شهر رمضان الى واحة للفتنة وذلك بسبب اختلاف روّادها حول بعض الأمور الفقهية المتعلقة بوقت وطريقة آداء صلاة التراويح . وقد تحول هذا الخلاف في بعض المساجد الى فتنة حقيقية الى درجة مقاطعة بعض المصلين لصلاة التراويح بأكثر من مسجد فيما وصلت الأمور بأحد هذه المساجد الى حد دخول المصلين في عراك كلامي مع الإمام المكلف باقامة الصلاة المذكورة وذلك بدعوى تقصيره في آداء هذه السنة من خلال قراءاته لحزب ونصف فقط في كل صلاة بدل حزبين وهو مارآى فيه هؤلاء عملا يستوجب نزع الشرعية عن هذا الإمام المتطوع والذي هو في الأصل مجرد مقيم بالمسجد المذكور . ولم يقتصر الخلاف بالمساجد موضوع الفتنة على وقت صلاة التراويح وطريقة آدائها بل طال حتى بعض الأمور الفقهية المتعلقة بهذه الصلاة وهو مادفع بالعديد من الأئمة الى استغلال صلاة الجمعة الأخيرة لحث المصلين على الترفع عن هذه الأمور وعدم الدخول في جدال عقيم قد يضر بسمعة وقدسية المساجد خاصة وأن الإختلاف حول صلاة التراويح ظل قائما منذ عهد السلف الصالح وهو الإختلاف الذي ينبغي أن ينظر اليه من الجانب الإيجابي وليس العكس من منطلق أن الإختلاف في حد ذاته رحمة من رب العالمين . وجاء الكشف عن الخلافات التي تفجرت ببعض المساجد الجيجلية في الآونة الأخيرة حول صلاة التراويح وبعض الأمور الفقهية والإجتهادية الأخرى ليعيد طرح التساؤلات التي سبق للبعض وأن أثاروها حول دور المديرية الوصية في مراقبة المساجد التي لازال عدد معتبر منها يدار من قبل أئمة ومقيمين متطوعين سيما تلك التي تتواجد بالمناطق النائية والتي تحولت الى مرتع لأصحاب القناعات الفاسدة ممن استغلوا الفراغ القانوني والرقابي الذي تعانيه هذه المساجد لنشر أفكارهم المسمومة بين أفراد المجتمع وبث الشقاق بين طبقات هذا الأخير الى درجة أصبحت معها هذه المساجد واحة للتناحر والتصارع بدل فضاء للم الشمل واصلاح ذات البين . م/مسعود