ظهرت نتائج ما حذر منه الكثير من الخبراء في مجال الكوارث والمختصين في الطقس الذي سبق وان نشرت الأمة العربية تحذيراتهم فيما يخص عدم التعامل مع مياه الأمطار بجدية على ارض الواقع ، وتأكدت تحذيراتهم . فقد كشف الخبير في الكوارث الطبيعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى عبد الكريم شلغوم في حوار سابق مع الأمة العربية بتصريح مفاده ان الكثير من مشاريع ترميم البنايات العتيقة في العاصمة لا طائل منه، ويعتبر مضيعة للوقت والجهد والمال، بحكم انتهاء صلاحية البنايات التي لا يفيد معها الترميم، وقد ظهرت توقعات الخبير بعد انهيار جزئي لبعض الأبنية المرممة في العاصمة خلال الإمطار الأخيرة، والأمر نفسه تكرر مع الباحث والاستاذ علي نعمر المختص في رصد الزلازل وعلوم الطقس الذي أكد على ان هذا الشتاء سيكون ممطرا محذرا السلطات المحلية من التماطل في ترحيل السكان القاطنين في بيوت آيلة للانهيار بسبب قدمها، كما حذر من فيضانات الوديان و الخطر الذي تشكله على الأبنية المتواجدة على ضفافها، ورغم التحذيرات التي أطلقها العديد من الخبراء والمختصين وإلحاحهم على ضرورة اخذ الاحتياطات اللازمة، إلا أن السلطات المحلية على مستوى البلديات بقيت عاجزة أمام أولى قطرات المطر الموسمية الموافقة لفصل الخريف، وهو ما ينبئ بشتاء ماطر بشهادة المختصين الذين جددوا تأكيدهم على ان الأمطار في هذا الشتاء ستكون غزيرة .ورغم ذلك تعيش الكثير من بلديات البلاد اهمالا كاملا وانسدادا في رأسها بسبب الخلافات السياسية والمصالح الضيقة، واختلاف المنتخبين عن المشاريع والأولويات فضلا عن غياب إستراتيجية واضحة تجعلهم يقفون على المشاكل الحقيقية لبلدياتهم، وهو ما وضع الكثير من السكان وجها لوجه أمام مصيرهم، وقد عرفت هذه السنة تعقيدات عديدة سواء لدى السكان الذين يقطنون على ضفاف الوديان، او السكان الذين رممت سكناتهم ولكن الترميم لم ينجح، فقد سجلت الايام الأخيرة انهيار أجزاء كثيرة من المباني وفيضانات الوديان التي جعلت السكان يقضون ليال بيضاء بعيدا عن بيوتهم، ورغم ان الدولة خصصت مشاريع عديدة وعلى راسها مشاريع سكنية هامة، وأخرى خاصة بالتهيئة إلا أن الحاصل هو غيابها على الواقع بسبب التسيب الحاصل على مستوى البلديات، وعدم تحمل المنتخبين لمسؤولياتهم بذريعة انهم لا يملكون الصلاحيات، و رغم ان الوقت لم يعد في صالحنا خاصة واننا قاب قوسين او ادنى من فصل الشتاء إلا أن الهيئات المحلية تعيش في واقع آخر بعيدا عن واقع المواطن الذي صار ينتظر ان ينهار سقف بيتهم كلهما عصفت ريح او هطل المطر .