عادت سلسلة الاتهامات المتبادلة بين الإخوة الفرقاء "حماس" و"فتح " حول إفشال الحوار الفلسطيني وإعادة بناء البيت الفلسطيني، حيث حمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة التحرير الوطني (فتح) المسؤولية عن إفشال الجولة الأخيرة من الحوار الوطني بالقاهرة، لرفضها إبداء أي مرونة، وهو الأمر الذي اعتبره رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، أحد المعوقات الرئيسية أمام نجاح الحوار. يرى المحللون السياسيون أن تصريحات نتنياهو وليبرمان الاستفزازية حول عدم الالتزام بحل الدولتين، وعدم ذكر دولة فلسطينية مستقلة، وكذا رفض مسار أنابوليس وكل ما تمخض عنه من مفاوضات وتفاهمات، والتي كانت علنية، كان من المفروض أن تؤدي إلى إنجاح الجولة الثالثة من الحوار الفلسطيني الذي تم بين طرفي المعادلة الفلسطينية في القاهرة، إلا أن ما حدث هو انهيار اللقاء نتيجة اتساع الهوة بين الحركتين، ليؤجل اللقاء مرة أخرى بعد ثلاثة أسابيع. وعن أسباب فشل الحوار الفلسطيني واستمرار اتساع الهوة بين طرفي المعادلة الفلسطينية، تعود حسب المحللين السياسيين إلى إصرار فتح على "التزام" حركة "حماس" بالعملية السلمية والاتفاقات الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، بما فيها اتفاقات أوسلو ومسار أنابوليس، والاعتراف بدولة إسرائيل. في حين، أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت عدم التزامها بهذه الاتفاقات علنا، حيث صرح الناطق الإعلامي باسم كتلة حماس البرلمانية صلاح البردويل، بأن فتح تمسكت بآرائها السابقة ووضعت خطوطا حمراء، مؤكدة التزامها بقرارات منظمة التحرير الفلسطينية، مضيفا أنها اعتبرت أن إصلاح أجهزة الأمن في الضفة الغربية غير مطروحة بتاتاً على طاولة الحوار، وأن الحديث والإصلاح يقتصر فقط على قطاع غزة، مؤكدا أن فتح تصر على أن تبقى منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة في حالتها هذه دون تشكيل إطار يضم الجميع، حتى إصلاح المنظمة وإجراء الانتخابات. كما أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، أن الشروط الخارجية التي تطالب حماس بالاعتراف بإسرائيل، هي التي تحول دون نجاح الحوار، متسائلا في نفس الوقت عن علاقة الاعتراف بإسرائيل بالمصالحة الفلسطينية؟ وفي المقابل، صرح عضو وفد فتح المفاوض بحوار القاهرة، نبيل شعث، أن فشل الحوار الفلسطيني بين الحركتين يعود إلى نوعية المواضيع المطروحة بالجلسة الأخيرة، موضحا أن الجولة الثالثة من الحوار الفلسطيني بالقاهرة، عرفت طرح المسائل الصعبة والتي تتطلب تدخل الأسرة الدولية، وهو ما يفسر حسب المحللين السياسيين بأن خيارات فتح بادت محدودة، إن لم تكن معدومة، وتتمثل في النهج الذي رسمته دولة إسرائيل بحكم أن الأمور تسير وفق المخططات المرسومة والمطلوبة من طرف الحكومة الإسرائيلية الجديدة.