انتقدت الفصائل الفلسطينية إخفاق حوار القاهرة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس). وأعرب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش عن أسف حركته لعدم توصل فتح وحماس إلى نهاية للنقاط الخلافية العالقة من الجولة الثانية للحوار التي عقدت منتصف الشهر الماضي. وحمل البطش مسؤولية إخفاق الحركتين في التوصل لاتفاق للجنة الرباعية والمجتمع الدولي اللذين أصرا على اعتراف أي حكومة فلسطينية قادمة ب"دولة إسرائيل"، موضحا أن "الشرط الأمريكي بضرورة وجود اعتراف شفاف بإسرائيل من قبل أي حكومة فلسطينية قادمة هو السبب الرئيسي لفشل الحوار". أما القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا فقد حمل مسؤولية الإخفاق لاقتصار الحوار في جولته الثالثة على شكل قطبي ثنائي بين فتح وحماس دون باقي الفصائل والقوى الفلسطينية. وأضاف مهنا أن كلا الحركتين سعتا لتحقيق مصالحهما الخاصة، موضحا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "كان يريد جر حماس وباقي الفصائل الفلسطينية خلف برنامجه الذي أثبت فشله.. بينما كانت حماس تتحاور بمنطق الحصول على أكبر قدر من كعكة السلطة التي نراها من نظرنا كعكة مسمومة". ولفت مهنا إلى أن الرابح الوحيد من فشل الحوار هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو. ومن جهة أخرى، دعا القيادي بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم المسؤولين المصريين إلى تجاوز هذا التعثر الذي يرجو أن يكون مؤقتا في الحوار الوطني الفلسطيني. وشدد عبد الكريم على ضرورة عدم التبكير بتراشق وتبادل الاتهامات وتحميل هذا الطرف أو ذاك مسؤولية الإخفاق الذي حدث، خاصة إذا كان يأمل في استئناف الحوار نهاية الشهر الجاري كما أعلنت قيادات الحركتين المتناحرتين. وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين استنكرت مساء الخميس "إخفاق" حركتي فتح وحماس في التوصل لاتفاق في حوار القاهرة ينهي الانقسام الداخلي. وطالبت الجبهة في بيان صحفي الحركتين بضرورة الالتقاء على قواسم وطنية مشتركة "للوصول إلى اتفاق يشرف أبناء شعبنا الفلسطيني وتضحياته الجسام، بعد ما ألحقه الانقسام الفلسطيني من ويلات ودمار على الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني". وكانت حركة حماس قد حملت فتح المسؤولية عن إفشال الجولة الأخيرة من الحوار الوطني بالقاهرة لرفضها إبداء أي مرونة، في وقت اعتبر رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أن ما وصفها بالشروط الخارجية هي أحد المعوقات الرئيسية أمام نجاح الحوار. وفي المقابل قال عضو وفد فتح المفاوض بحوار القاهرة نبيل شعث إن فشل الحوار الفلسطيني بين الحركتين يعود إلى نوعية المواضيع المطروحة في الجلسة الأخيرة. وذكر شعث أن هذه الجلسة عرفت طرح المسائل الصعبة التي تتطلب تدخل الأسرة الدولية مثل مسألة البدء بإعمار قطاع غزة ومسألة الحدود. وكانت حركتا فتح وحماس اتفقتا على إرجاء الحوار وتعليق المحادثات بينهما. وأوضح مسؤولون ومصادر فلسطينية أن الحركتين قررتا إرجاء المحادثات ثلاثة أسابيع أخرى لدراسة أطروحات جديدة لإنهاء الخلافات بينهما. وعلى الصعيد الميداني، أصيب صياد فلسطيني ولحقت أضرار بثلاثة قوارب صيد أمس الجمعة إثر تعرضها لإطلاق نار من زوارق حربية إسرائيلية في منطقتي مواصي رفح والسودانية شمال قطاع غزة. وتجوب زوارق حربية إسرائيلية مسلحة شواطئ بحر غزة، رغم انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة على قطاع غزة التي بدأت يوم 27 ديسمبر الماضي واستمرت نحو 22 يوما.