بدأ أمس وفد من قيادات حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) زيارة أمس لقطاع غزة سيتفقد خلالها حجم الدمار واحتياجات إعادة الإعمار، إضافة إلى اللقاء مع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية في القطاع. وأوضح ياسر الوادية أحد الشخصيات المستقلة التي أعدت لهذه الزيارة أن الوفد سيجري لقاءات من بينها محادثات مع قيادات من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأضاف أن هذه الزيارة تهدف إلى استكمال ما تم من حوار في القاهرة على أمل أن تساهم في نجاح جلسات الحوار المقرر إجراؤها في 26 من الشهر الجاري. ومن جانبها، أكدت حماس أنها لا تمانع في هذه الزيارة شريطة ألا تكون مرتبطة بمظاهر تنظيمية لفتح قد تثير أعمال شغب مرفوضة من الأجهزة الأمنية.وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في تصريح صحفي إن اللقاء يرمي لاستكشاف المواقف وتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، خصوصا في القضايا والمواضيع العالقة بين الطرفين. وذكر أيمن طه القيادي في حماس أن الحركة تلقت طلبا للسماح بدخول موفدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهما القياديان في فتح عبد الله الإفرنجي ومروان عبد الحميد، وقد تم السماح لهما بذلك بالتشاور مع الحكومة المقالة في غزة. ومن جهته أكد القيادي في الحركة إسماعيل رضوان أن الزيارة مرحب بها إذا كانت تصب في دعم الحوار تمهيدا للوصول إلى اتفاق. ومن جهتها، أشارت مصادر في الحكومة الفلسطينية المقالة إلى أن الزيارة جاءت بعد تنسيق مباشر بينها وبين الرئاسة الفلسطينية في الضفة الغربية (..) وذلك بنية إجراء جولة جديدة من المفاوضات مع قيادات الحركة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الانقسام. وكان بيان للرئاسة الفلسطينية أكد، الاثنين، أن الموفدين مفوض العلاقات الخارجية في حركة فتح عبد الله الإفرنجي، ومستشار عباس لشؤون التنمية والإعمار مروان عبد الحميد سيتوجهان إلى غزة بتكليف من الرئيس للاطلاع عن كثب على الوضع هناك. ونقل البيان عن الإفرنجي قوله »إن الزيارة ليست موازية أو بديلة لحوار القاهرة، وإنما تأتي لتعميق هذا الحوار، فنحن في أجواء حوارات تصب في خدمة حوار القاهرة لتشكل خطوة إيجابية ومهمة«. وفي هذا الإطار، اعتبر رئيس وفد حركة فتح للحوار الفلسطيني بالقاهرة أحمد قريع في بيان صحفي أن الجولة المقبلة للحوار ستكون حاسمة ونهائية لتحديد مصير التوافق الفلسطيني. وكانت حركة حماس قد حملت فتح المسؤولية عن إفشال الجولة الأخيرة من الحوار الوطني بالقاهرة لرفضها إبداء أي مرونة، في وقت اعتبر فيه رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أن ما وصفها بالشروط الخارجية هي أحد المعوقات الرئيسية أمام نجاح الحوار. وتعتبر هذه الزيارة الثانية لموفدين من عباس إلى غزة منذ سيطرة حماس على القطاع منتصف يونيو/حزيران2007 والأولى منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة في 18 يناير/كانون الثاني الماضي الذي خلف أكثر من 1500 شهيد وآلاف الجرحى. ومن جهة أخرى، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي اعتقال 19 فلسطينيا، أمس، في الضفة الغربية، وفرض عليها طوقاً شاملاً بسبب حلول عيد الفصح لدى الشعب اليهودي. وأشار المصدر إلى أن إسرائيل فرضت، بهذه المناسبة، طوقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية يستمر حتى مساء السبت من الأسبوع المقبل.