دخل فريق شبيبة القبائل في دوامة جديدة قد تؤثر على معنويات اللاعبين خلال المباريات القادمة، حيث كشفت المباراة المتأخرة التي جرت أول أمس أمام شباب بلوزداد في ملعب أول نوفمبر كل الحقيقة؛ تشكيلة غيغر لم يعد لها نفس الروح القتالية التي كانت موجودة خلال منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، فلا أداء ولا أهداف ولا حتى حضور جماهيري قوي كالعادة، وكأن الأنصار أحسوا بأن فريقهم المفضل يسير بخطى ثابتة نحو الوراء، وهو ما حز في أنفسهم أكثر. ومن جهة أخرى، اكتشفوا بأن الرئيس حناشي يجيد فقط الكلام المعسول بعبارات التفاؤل بمستقبل الشبيبة، بينما تأتي النتائج مخالفة لذلك تماما، ولم يتفاجئ الجميع بخرجته المعروفة بعد كل تعثر وهو "مسح الموس" في الحكم. والغريب في الأمر، أن المدرب غيغر اعترف بأن عبيد شارف كان في المستوى، وهو نفس الرأي الذي أبداه الكثير من محبي الكناري، وهو ما يعني أن حناشي وجد في ذلك الطريق الأسهل لإبعاد الإنتقادات عن نفسه، لأنه يدرك جيدا أن الأنصار متذمرين جدا من الوضعية التي أصبح يعيشها الفريق. حناشي لجأ إلى الاستقالة لكسب ود الأنصار ومن أجل ربح ود الأنصار، لجأ الرئيس حناشي إلى تقديم استقالته عقب المقابلة التي جمعت فريقه بشباب بلوزداد، وصرح قائلا "أقدم استقالتي، لأن وضعا كهذا لا يمكن أن يستمر وأنا مستاء لكل ما حدث في نهاية المقابلة، حيث لم يجد المناصرون ما يفعلوه سوى الرمي بالحجارة تجاه الأرضية"، وأضاف "سألتقي بالوالي في الساعات اللاحقة وأستدعي أعضاء الجمعية لترسيم استقالتي". وفي الحقيقة، فإن حناشي قرر الانسحاب من إدارة شبيبة القبائل في العديد من المرات، لكنه يعدل عن قراره في كل مرة، لأنه لا يريد ترك هذا المنصب أبدا. هذا، وكانت لجنة التأديب للإتحادية الجزائرية لكرة القدم قد أصدرت عقوبة ضد محند شريف حناشي بمنعه من ممارسة جميع مهامه الرسمية بالنادي لمدة سنتين، مع دفع غرامة مالية بقيمة 100 ألف دج بتهمة إهانة الفيدرالية والمساس بشرفها طبقا للقانون 79 من القانون التأديبي، وقد وجد في هذا الأمر الذريعة المناسبة لتبرير الإخفاق أمام شباب بلوزداد، حيث لا يتوانى في التأكيد على أن الفاف تمارس الضغط على الحكام من أجل تكسير شبيبة القبائل. ولهذا، فإنه يقول إن الاستقالة أفضل حل للمحافظة على استقرار الفريق لكونه المستهدف الأول. أغلب أنصار الشبيبة يؤيدون انسحابه وكانت ردود أنصار الشبيبة على القرار الذي أقدم عليه حناشي متباينة بين مؤيد ومعارض، حيث ذهب الصنف الأول إلى القول إنه حان الوقت لحناشي لترك مكانه لرئيس جديد يغيّر نظام تسيير الفريق ويقود الشبيبة إلى القمة ويعيد لها هيبتها داخل وخارج الوطن. وأكثر من ذلك، فهم يتمنون أن يكون القرار رسميا ولا رجعة فيه. كما يرشحون المدرب السابق محي الدين خالف لتولي الرئاسة، بينما يرى المعارضون بأن الشبيبة بدون حناشي ستغرق ولا يمكنه أن يتركها في هذه الوضعية، فقد دافع عنها في أحلك الأوقات وحقق معها الكثير من الألقاب، وبالتالي فهو الأجدر بمواصلة العمل، لأنه ي الوقت الراهن لا يوجد هناك رجل يعرف خبايا الشبيبة كما يعرفها هو. غيغر "الفوز على تلمسان أكثر من ضروري" ومن جهته، أكد المدرب غيغر بأن الحظ جانب أشباله في مواجهة شباب بلوزداد، حيث ورغم الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم، خاصة في الشوط الثاني، إلا أنهم لم يحافظوا على تركيزهم، وقال إنه يأمل أن لا يتأثر اللاعبون بالتعثر خلال المواجهة القادمة أمام وداد تلمسان والتي يراها فرصة مناسبة للتدارك وتدشين انطلاقة جديدة، خاصة وأن المباراة تجرى في تيزي وزو. وجدير بالذكر، أنه وبعد التعادل أمام الشباب، تحتل شبيبة القبائل المركز السابع في ترتيب الرابطة الأولى ب 12 نقطة، بينما يلتحق شباب بلوزداد بمولودية سعيدة في المرتبة الثالثة ب 14 نقطة.