أفادت مصادر موثوق بها، أن أحد الإرهابيين المنحدرين من منطقة أولاد عيسى، قد فر من الجماعات الإرهابية المسلحة النشطة تحت لواء كتيبة "الأنصار"، حاملا معه مبلغا ماليا يقدّر بمليار سنتيم، سلّمه لمصالح الأمن لتأكيد نيته في تسليم نفسه والانضواء تحت راية السلم والمصالحة الوطنية، التي ما تزال تستقطب المسلحين المغرر بهم في عدة مناطق من الوطن. وأضافت المصادر أن الإرهابي الذي سلّم نفسه أخيرا لمصالح الأمن بمنطقة برج منايل، يبلغ من العمر 26 سنة، وهو ينحدر من أولاد عيسى المعروف بأنها تقع في قلب مثلث الموت، وقد أنجبت أكثر من 101 إرهابي التحقوا بمعاقل "الجماعة السلفية" في سنوات التسعينيات. وحسب المصادر ذاتها، فإن الإرهابي التائب قد نشط ضمن كتيبة "الأنصار" الممتدة من بومرداس حتى تيزي وزو، لأكثر من 10 سنوات، اهتدى فيها في الأخير إلى ضرورة العدول عن العمل المسلح ضد إخوانه الجزائريين والتراجع عن تكفيرهم، سعيا منه للاستفادة من تدابير السلم والمصالحة التي أطلقها الرئيس بوتفليقة إسوة بأمير كتيبة "الأنصار"، المدعو بن تواتي علي، الملقب ب "أمين"، وقبله مؤسس "السلفية" حسان حطاب المدعو "حمزة" الذي وجّه بيانا لكل المسلحين بالجبال إلى ضرورة تسليم أنفسهم لمصالح الأمن، تكفيرا منهم عن الأذى الذي ألحقوه بالإسلام والمسلمين، والذي حظي باستجابة منقطعة النظير، باعتبار أن أغلب الإرهابيين الذين استجابوا لها من القدماء في العمل المسلح وكانوا بمثابة القوة الضاربة في التنظيم، خاصة منهم الأمراء. وقام الإرهابي بسرقة مبلغ مالي يقدر بمليار سنتيم من الجماعة الإرهابية، التي جمعته من العمليات الاعتدائية المنفذة في حق المواطنين، على غرار الاختطافات والحواجز المزيفة بعدة نقاط، حوّلها قادة التنظيم إلى مورد هام للأموال التي تستغل، خاصة في شراء الأسلحة والذخيرة، حيث باغتهم أخيرا وسلبهم الأموال دون أن يشعروا بنواياه. ورجحت المصادر أسباب تمكن الإرهابي من سرقة الأموال، هو افتقار قادة التنظيم إلى مسؤول للمالية بعد القضاء على كل من مسؤول المالية والعلاقات الخارجية عبد الحميد سعداوي المدعو "يحيى أبو الهيثم"، وتاجر محمد المدعو "موحا جاك" خلال العامين الماضيين. للإشارة، فإن العملية التي قام بها الإرهابي التائب تعد الثانية بعد تلك التي نفّذها الإرهابي عبد الرحمان عزيمة، المنحدر من منطقة الحراش بالعاصمة، عندما كان مسؤولا عن المالية في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" قبل حوالي 03 سنوات، عندما سرق مبلغا ضخما من الجماعة وفر دون أن يعمد إلى تسليم نفسه، حيث بقي فترة مبحوثا عنه من مصالح الأمن، في حين استباح قادة التنظيم المسلح دمه وأصبح المطلوب رقم واحد عندها، مما اضطره إلى تسليم نفسه، إلا أن مصالح الأمن زجت به في السجن بتهمة التعامل مع الإرهاب، وهو لا يزال فيه، في مقابل استمرار عائلته في المطالبة بإطلاق سراحه ليستفيد من تدابير العفو.