مع موجة البرد القارس التي عرفتها وستعرفها عدة مناطق في الجزائر، الأكيد أن عصر الاحتطاب سيعود رغم أننا في سنة 2010 وقريبا سندخل 2011، فمازال الناس في كثير من المداشر والقرى نساء ورجالا وحتى الأطفال يحتطبون في الغابات من أجل التدفئة، بعدما وصلت قارورة غاز البونان إلى ما فوق 500 دينار جزائري. وحينما يتحالف البرد مع المضاربين ومصاصي الدماء، لا يسع الناس في القرى والمداشر سوى أن يكونوا حمالي حطب، لكنهم ليسوا كحمالة الحطب التي ذكرها القرآن، ولكن الظروف أجبرتهم ولفحات البرد لا ترحم. وما دام أن الغابات ما زالت لم تتحوّل "بيطونا" بعد، فلا ضير من الانتفاع بخيرات "سيدي ربي" حتى يأتي أمره ويفرج على "الزوالية" ويصلهم الغاز إلى البيوت دون أن يستعملوا دوابهم أو ظهورهم لحمل الحطب. والظاهرة لو لم تكن عادة سنوية، لأمكن تفهم الأمر، ولكنها صارت شبه عادة دأب عليها "المغبونين" الذين لا يسمع بهم علية القوم، وكيف يسمعون بأطفال ونساء الحطب الذين لم يعد فيهم سوى أجساد هزيلة كهياكل يترد فيها بعض روح؟ القوم لا يسمعون، لأنهم يحضّرون لأيام صاخبة مع حلول السنة الجديدة ودافئة جدا في باريس، وفي غيرها من عواصم تستعمل الحطب لمواقد تقليدية وللاحتفال برأس السنة. وما دام أن غابتنا ما زالت تدر على "الغلابى" حطبا، فعلينا أن نحمد رب الحطب على هذه النعمة قبل أن تتحوّل هذه الغابات إلى "بيطون"، ويقول من عضهم البرد "حطب لله يا مسؤولين".