أصدر مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، تحذيرا شديد اللهجة بمحاكمة أي قائد أو فرد يحرض على العنف في كوت ديفوار التي تواجه اضطرابات سياسية وأعمال عنف منذ إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.وقال أوكامبو في بيان للمحكمة التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا لها "سأكون واضحا.. لم نفتح بعد تحقيقا ولكن إذا ارتكبت جرائم خطيرة أثناء فترة عملي لدى المحكمة فسأقوم بفتح تحقيق". وكان غودي وهوزعيم حركة في كوت ديفوار تطلق على نفسها اسم (يانج باتريوتس) او(الوطنيين الشباب) قد القى عددا من الكلمات التحريضية تأييدا للرئيس الحالي لوران غباغبو وهدد فيها بمهاجمة قوات الأممالمتحدة في البلاد. وشدد أوكامبوع لى أنه في حال شن هجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فسيحاكم المحرض عليها باعتبارها جريمة مختلفة. ولفت إلى الدور الذي من الممكن ان تلعبه الدول الإفريقية في التوصل لحل لهذه المشكلة موضحا أنه في حال عدم التوصل لحل وارتكبت جرائم يمكن لدول إفريقيا إحالة القضية إلى مكتبي وتقديم قوات للقبض على هؤلاء الأفراد الذين يرتكبون جرائم في كوت ديفوار. وكانت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي قد اعترفتا بزعيم المعارضة الحسن واتارا الفائز في الانتخابات التي أعلنت نتائجها الشهر الماضي رئيسا للبلاد وحثت جميع الأطراف والجيش بالاعتراف به في الوقت الذي لقي ما يقرب من 50 شخصا مصرعهم في أعمال عنف اجتاحت كوت ديفوار. يذكر أنه بعد يوم واحد من فرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على سفر غباغبو وكبار مساعديه؛ فرضت واشنطن إجراء مماثلاً يقضي بحظر سفر الرئيس المنتهية صلاحيته،ومساعديه إلى أراضيها، في سياق الإجراءات الدولية لإرغامه على التخلي عن الرئاسة واعترافه بنتائج انتخابات 28 نوفمبر. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض حظرًا على سفر غباغبو وكبار مساعديه، بالإضافة إلى دعوة دول المنظمة الاقتصادية لغرب إفريقيا التي علقت عضوية كوت ديفوار في وقت سابق، إلى قمة جديدة الجمعة القادم؛ لدراسة الوضع في البلاد.حيث تتزامن هذه التطورات مع دعوة إلى العصيان المدني ينادي بها الموالون للحسن وتارا. وأدانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان للأمم المتحدة نافي بيلاي الأحد الماضي "انتهاكات كثيفة لحقوق الإنسان" في البلاد بما فيها عمليات خطف.فيما أسفرت أعمال العنف منذ المسيرة الّتي قام بها الخميس أنصار وتارا وقمعتها قوات الدفاع والأمن الموالية لغباغبو، عن سقوط خمسين قتيلاً حسب الأممالمتحدة، و25 في صفوف قوات الدفاع والأمن حسب معسكر غباغبو.