منزل عبد الحق العيايدة / تصوير: عبد الحفيظ بوفدش تمكّن رجال الأمن في حدود الثامنة من صباح أمس من تفكيك قنبلة مزدوجة الإنفجار تم وضعها داخل "علبة كارطون" أمام منزل مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة سابقا "الجيا" وقائدها السابق عبد الحق العيايدة، إثر بلاغ تقدم به العيايدة لمصالح الأمن في حدود الساعة السابعة صباحا. * ومباشرة بعد ذلك تنقلت "الشروق" إلى منزل عبد الحق العيايدة الواقع بشارع محمد عبيد ببراقي، أين التقينا بشقيقه الأصغر زهير، الذي قال لنا بأن عبد الحق خرج من منزله المتشكل من طابقين في الخامسة صباحا لأداء صلاة الفجر في المسجد وعاد مباشرة بعد الصلاة، لكنه لم ينتبه إن كانت القنبلة موجودة في ذلك الوقت بسبب الظلام، وعندما خرج كعادته ليتوجه إلى محله الخاص بتصليح الهواتف النقالة، والذي يقع أسفل المنزل ويطل على الطريق الرئيسي، وبجانبه مرآب مغلق، توجد أمامه سيارة من نوع بيجو 406 قديمة، مملوكة لعائلة العيايدة، وهي عبارة عن خردة مفككة جزئيا، ومركونة أمام المرآب، ولا يفصل بين السيارة وبوابة المرآب سوى مساحة ضيقة، وضعت فيها القنبلة على الأرض. * وحسب مصدر مسؤول في الأمن فإن رجال الأمن اكتشفوا عند قيامهم بتفكيك القنبلة أنها ثنائية النظام التفجيري، أي مزدوجة الإنفجار، وأنها تحتوي على أربع قطع من مادة "تي آن تي" المتفجرة، غير أن المتفجرات لم تكن موصولة بجسم القنبلة، لأن الأسلاك غير موصولة بالمادة المتفجرة، ومن ثم فهي غير قابلة للإنفجار وما كانت لتنفجر، كما عثروا على منبه ثان في أسفل العلبة، ما جعل مصالح الأمن ترجح أن هدف القنبلة هو الترويع. * وقد تم نقل القنبلة المفككة إلى مخبر الشرطة العلمية، كما تم أخذ كل البصمات حول مكان القنبلة، ومن خلالها سيتم التعرف على الأشخاص الذين نقلوا ووضعوا القنبلة. * وصرح عبد الحق لعيايدة للصحافة "كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا عندما خرجت من بيتي، حين لفت انتباهي طرد بريدي كبير بحجم حوالي 60 سنتيم، وضع عليه كفن ومنبه، كان موضوعا بالقرب من سيارة قديمة لم أعد استعملها، ولقد فهمت مباشرة بأن الأمر يتعلق بقنبلة"، مما دفعه للإتصال برجال الأمن، الذين طلبوا منه إبلاغ كل الجيران بمغادرة منازلهم لتفادي أي خسائر في الأرواح في حال إنفجار القنبلة، في انتظار وصولهم لتفكيكها، وقد فرّ كل السكان المجاورين، وحدثت فوضى كبيرة في الحي بسبب الهلع والرعب خوفا من انفجارها. * في حين قال شقيق العيادة للشروق: "هنا وضعت القنبلة، وأشار بأصبعه إلى المساحة الضيقة التي تفصل بين السيارة المفككة وبوابة المرآب، والتي لا تزيد عن بضع سنتيمترات"، تحمل علامة "بيو فارم"، وتم غلقها بإحكام بواسطة شريط لاصق كبير، ثم وضع فوقها الكفن، وقطعة صابون زائد منبه". * وتعد هذه ثاني عملية تستهدف قياديين سابقين في الجماعات الإرهابية، تائبين، بعد العملية التي استهدفت مصطفى كرطالي الأمير السابق للجيش الإسلامي للإنقاذ لمنطقة الوسط منذ سنتين، إثر وضع قنبلة تحت مقعد سيارته، تسببت في بتر ساقه. * علما أن عبد الحق لعيايدة أفرج عنه من السجن وفقا لتدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وقد أعلن دعمه للمصالحة منذ سنة 2006. * لعيايدة ل "الشروق": * "أياد أجنبية وراء محاولة استهدافي لتوجيه رسائل بعدم توفر الأمن" * * رفض عبد الحق العيايدة مؤسس "الجماعة الإسلامية المسلحة" توجيه الإتهام للجماعات الإرهابية باستهدافه أو محاولة اغتياله، وقال في تصريح ل "الشروق" »لدي معطيات شخصية أحتفظ بها لنفسي تجعلني متأكدا وجازما بأن الجماعات الإرهابية لا تريد إيذائي ولن تعتدي علي، وأنها لن تقترب مني أو تستهدفني، ولهذا أنا أستبعد تماما أن يكون ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو الجماعة السلفية للدعوة والقتال لهما علاقة بهذه العملية"، "ولو أراد الإرهابيون اغتيالي لقتلوني بالرصاص وليسوا بحاجة لوضع القنبلة أمام منزلي". * وقال لعيايدة: "كل ما أستطيع قوله إن الذين يقفون وراء هذه العملية هم أعداء الإسلام وأعداء الجزائر"، وقال بأن "أياد أجنبية تقف وراء هذه العملية وأنها اختارت هذا التوقيت بالذات لتوجيه رسالة للرأي العام الدولي قبل 36 ساعة الرئاسيات، ولأنهم يعلمون أن الصحافة الأجنبية كلها متواجدة في الجزائر لتغطية الحدث"، مضيفا أن "العملية مقصودة في هذا الظرف بالذات، لأنهم يريدون أن يقولوا للرأي العام الدولي أنه لا يوجد أمن ولا سلم في الجزائر، وانه لا جدوى من تنظيم الإنتخابات الرئاسية". *