لا تزال حظوظ المنتخب الوطني المحلي قائمة في التأهل إلى الدور الثاني من البطولة الإفريقية المقامة حاليا بالسودان وذلك باحتلاله المركز الثاني خلف المنتخب السوداني، صاحب الأرض، بمجموع أربع نقاط بعد إجراء جولتين من الدور الأول، حيث ستكون مباراته القادمة أمام هذا الأخير مصيرية بالنسبة له رغم أن المنافس يحتاج فقط لنقطة واحدة لتصدر المجموعة وتفادي المواجهة المحتملة للمنتخب الإيفواري في الدور الثاني، ويدرك بن شيخة جيدا أنه مطالب بتجسيد تعهده بقيادة المنتخب الوطني إلى أدوار جد متقدمة وتفادي الإقصاء من الدور الأول والذي ستكون عواقبه وخيمة سواء على الكرة الجزائرية أو عليه شخصيا خاصة وأنه مقبل على مباراة أكثر اهمية مع المنتخب الأول أمام المغرب، ويرى الكثيرون أن المنتخب السوداني، المتأهل بعد تحقيق انتصارين،قدم خدمة للخضر بفوزه على المنتخب الأوغندي، حيث أن تعادل الفريقين في الجولة الثالثة كافية لمرورهما إلى الدور الثاني، إذ أن الفوز على السودان أمام جماهيره الغفيرة أمر صعب جدا. بن شيخة أخطأ في خطته وأغلب اللاعبين كانوا خارج الإطار تماما وبالعودة إلى المباراة الأخيرة للمنتخب الوطني أمام الغابون، وجه الشارع الرياضي الجزائري انتقادات لاذعة للمدرب بن شيخة ولاعبيه، حيث أن الأول أخفق في الخطة التي انتهجها وكذا في التغييرات المتاخرة التي قام بها فضلا عن عدم استغلاله لفرصة النقص العددي للمنافس بتدعيم الهجوم بلاعب إضافي إلى جانب سوداني، وبالتالي فهو يواصل، حسب قول البعض، تكريس السياسة التي كان يعتمدها المدرب السابق رابح سعدان وهي اللعب فقط من أجل تجنب الأهداف دون اليقام بمبادرات هجومية، ومن جهة اخرى، نال العديد من اللاعبين نصيبهم من الإنتقاد على غرار ثنائي محور الدفاع معيزة والعيفاوي الذين قدما مردودا ضعيفا فضلا عن غياب الإنسجام بينهما وزاد عليه المستوى المتواضع للحارس زماموش وهوما ساعد الخصم على تسجيل هدفين، وعلى صعيد آخر، بدا المدافع الأيمن محمد ربيع مفتاح بعيدا عن مستواه، حيث غابت تلك التوزيعات الدقيقة من جهته وكانت أكثر من عشر تمريراته خاطئة، وبالتالي فمن المنتظر أن يخلفه لاعب الوفاق حشود في المباراة القادمة أمام السودان خاصة بعد تعرضه لوعكة صحية على مستوى البطن. هاجس غياب التركيز في اللحظات الأخيرة يتواصل ولم يفهم الكثيرون سبب استمرار نفس الأخطاء الماضية خاصة غياب التركيز في اللحظات الأخيرة من المباراة وهوالهاجس الذي يعاني منه اللاعب الجزائري عامة خاصة عندما يكون فائزا، وقد تكرر ذلك في مباراة الغابون، حيث كان المنتخب الوطني متقدما في النتيجة إلى غاية الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع ليتفاجئ بهدف التعادل للمنافس رغم كونه كان منقوص عدديا وهوما يبرر القراءة الخاطئة للمدرب وعدم تركيز اللاعبين على المباراة بشكل جيد وغالبا ما تؤدي مثل هذه الأخطاء التافهة إلى نتائج كارثية، والجميع يتذكر ما حدث لشبيبة القبائل في نصف نهائي رابطة الأبطال أمام مازيمبي الكونغولي في لوبومباشي عندما تلقى هدفين في الخمس دقائق الأخيرة وكانت كافية لتاهل مازيمبي إلى النهائي. بالإضافة إلى ذلك، فإنه تبين من خلال المباراة ان لاعبي المنتخب الوطني بدأوا يتخلون تدريجيا عن الطريقة الجزائرية التي تعتمد على التمريرات القصيرة واللعب الجميل وذلك بتطبيقهم للطريقة الإفريقية التي ترتكز على الكرات الطويلة نحوالهجوم، وقد تفاعل الجمهور الحاضر كثيرا مع إحدى اللقطات التي ظهرت فيها بوضوع الطريقة الجزائرية، حيث قام اللاعبون بتمريرات قصيرة متتالية صفق عليها الجميع لكن سرعان ما عادوا إلى الكرات الطويلة المملة. " الجنرال" يطمئن ويعترف بصعوبة بلوغ النهائي ورغم الخطر الذي يحوم حول مصير الخضر في هذه البطولة إلا أن المدرب الوطني بدا اكثر تفاؤلا، حيث أكد أنه لا يتخيل خروج فريقه من المنافسة مبكرا، ويعتقد ان التأهل صار في متناول الخضر إذ يكفيه التعادل في المباراة الأخيرة أمام منتخب الدولة المنظمة لمرافقته إلى دور الثمانية، وأكثر من ذلك فقد عبر عن رضاه بنتيجة التعادل التي حققها أمام الغابون، والتي اعتبرها خطوة هامة نحو التاهل، وقد طمأن الجمهور الجزائري على أن أشباله سيظهرون بوجه مغاير امام السودان لأنهم يدركون انها فرصتهم الاخيرة وسيتحدون كل الصعاب من أجل الفوز وليس التعادل فقط، هذا وكان بن شيخة قد أكد في وقت سابق أن هدف المنتخب الوطني في بطولة السودان هوالوصول للنهائي على الأقل. ويرى الكثير من المتتبعين أن هذه المهمة تعتبر في غاية الصعوبة على ضوء الأداء الذي قدمه المنتخب في المبارتين الماضيتين، ويعاقد هؤلاء أن الخضر سيقصون بنسبة كبيرة في الدور الثاني في حال مرورهم لأنهم أثبتوا على محدودية مستواهم.