لم يصنع تأهل المنتخب المحلي إلى الدور ربع النهائي لبطولة إفريقيا الجارية حاليا بالسودان الحدث لدى الشارع الرياضي الجزائري، حيث تتوقّع نسبة كبيرة من المتتبعين إقصاء أشبال بن شيخة في الإمتحان القادم الذي سيكون دون شك أمام منتخب جنوب إفريقيا، ويرجع ذلك حسبهم إلى غياب الأداء الجماعي المقنع وتراجع مستوى العديد من العناصر، فضلا عن الخطط المبهمة التي ينتهجها المدرب. وقد كان هذا الأخير صاحب الحصة الأكبر من الإنتقادات، سواء في توظيف اللاعبين أو عملية الاختيار، ويؤكد الكثيرون أن حظوظ الخضر ضئيلة جدا في تجاوز الدور القادم، خصوصا في حال الاستمرار بنفس الأداء ونفس الطريقة في نقل الكرة إلى الأمام والتي تعتمد على التمريرات الطويلة التي تساعد كثيرا المنافسين، ولو أن المباراة الثالثة من الدور الأول أمام منتخب البلد المنظم لا يمكن اعتبارها مقياسا لمستوى المنتخب الوطني نظرا لكون الفريقين كانا يبحثان عن إنهائها بالتعادل، إلا أن كل المؤشرات توحي بأن تشكيلة بن شيخة لا تزال تعاني من عدة نقائص، أهمها الإنسجام واللعب الجماعي بالإعتماد على التمريرات القصيرة. ويبقى الجنرال مطالبا بتصحيح الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون قبل مباراة ربع النهائي وإعداد أشباله جيدا من الناحية السيكولوجية وكذا تحضير خطة مناسبة على ضوء معاينة المنافس القادم، الذي قد يكون منتخب البافانا بافانا بنسبة كبيرة، إذ أن معظم لاعبي هذا الأخير هم نفسهم الذين ينشطون في المنتخب الأول. هذا، ويبقى الجزائريون متحفظين بشأن قدرة الخضر على التأهل إلى المربع الذهبي بالنظر إلى مردودهم المتواضع في المباريات الثلاث من الدور الأول، مع الإبقاء على أمل إحداث التغييرات اللازمة قبل يوم الإمتحان. مطالب بتغييرات في الخطة وتوزيع اللاعبين في الميدان وأهم النقاط التي كثرت حولها الانتقادات، هي طريقة توزيع اللاعبين فوق الميدان من طرف المدرب، حيث بدا واضحا أن التشكيلة تفتقد كليا للاعب الارتكاز وصانع اللعب، إذ كل اللاعبين الذين كان من المفروض هم المرشحون لتغطية هذا المنصب تم الزج بهم في الوسط الهجومي، على غرار حاج عيسى ومسعود وحتى جابو، مما تسبب في ضياع الكثير من الكرات في ظل عدم تمكن لموشية من سد الفراغ لوحده. كما كثرت الإنتقادات حول استمرار بن شيخة في الإعتماد على نفس العناصر التي لم تثبت أحقيتها في اللعب ضمن التشكيلة الأساسية، على غرار مسعود، وبقدر أقل المدافع معيزة الذي كان أداؤه متذبذبا في وقت فضل ترك بلكالام في دكة الإحتياط للمرة الثالثة على التوالي دون إعطائه الفرصة لإبراز إمكانياته، خاصة وأن المباراة لم تكن مصيرية باعتبار أن الجميع كان يعرف مسبقا نتيجتها.