أكد المدرب الوطني للمنتخب المحلي عبد الحق بن شيخة أن مباراة النصف النهائي أمام المنتخب التونسي ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات نظرا لعدم وجود أي ضغط على الطرفين، حيث انهما اعتبرا الوصول إلى هذا المستوى إنجازا كبيرا في حد ذاته خاصة وأن الحجماهير الكروية سواء في الجزائر أوتونس لم تكن تنتظر أبدا تخطي المنتخبين عتبة الدور الأول، إذ أن الخضر لم يقنعوا بأدائهم خلال المباريات الثلاثة الأولى فضلا عن كون منافسهم في الربع النهائي يعتبر من أحسن المنتخبات في الدورة، وبالمقابل كان التوانسة ينتظرون انعكاس ما حدث في بلدهم مؤخرا على المنتخب، ومن خلال هذه المعطيات من المتوقع ان يتحرر اللاعبون من كل الضغوط، وفي هذا السياق، قال بن شيخة أنه في مثل هذه الوضعيات سيكون أداء أشباله أكثر تحسنا خاصة وأن المباراة ستجرى على أرضية ذات عشب اصطناعي. كل التركيز على الجانب التكتيكي هذا وقد أخضع المدرب الوطني جميع اللاعبين لحصة استرخائية بغية الاسترجاع بعد المجهودات الكبيرة التي بذلوها في مباراة جنوب إفريقيا، وقد عاد مجددا للعمل الجدي عشية امس مركزا على الجانب التكتيكي الذي سيكون مهما جدا في مباراة بعد غد، حيث من المنتظر أن يعتمد على خطة مناسبة بناءا على المعلومات التي يحوز عليها بخصوص المنتخب التونسي، إذ ان هذا الأخير يتوفر على فرديات لامعة على غرار الذوادي والسويسي من النادي الإفريقي والغربي من الصفاقسي والقصداوي من شبيبة القيروان وأيمن البلبولي وأيمن عبد النور وعادل الشاذلي وأحمد العكايشي ولمجد الشهودي من النجم الساحلي الذي فاز على الترجي بخماسية في آخر لقاء قبل الثورة التونسية. "الجنرال" عازم على تكميم أفواه منتقديه نهائيا وبتأهل المنتخب الوطني للمربع الذهبي لنهائيات بطولة أمم إفريقيا الخاصة باللاعبين المحليين، يكون المدرب بن شيخة قد حقق الهدف الذي سطره مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قبل بداية الدورة والذي أعلنه مباشرة دون لف ودوران، حيث قال عشية انتقال بعثة الخضر إلى السودان " نحن ذاهبون للعودة بالتاج أوعلى الأقل بلوغ الدور النصف النهائي"، معلنا تحديه لجميع الصعوبات التي اعترضت تحضيرات المنتخب خاصة في الأيام الأخيرة بعد إلغاء مباراته الودية ضد منتخب لوكسمبورغ بسبب الأوضاع الأمنية، ورغم وقوعه في مجموعة صعبة ضمت البلد المنظم وأوغندا المتألق في دورة حوض النيل، إلا أن الجنرال راهن على مجموعة من الشبان رأى فيهم مستقبل المنتخب الأول في حال لقوا رعاية ومتابعة وزرعت فيهم الثقة من قبل كل الجهات المعنية. وبالنظر إلى الأداء المتواضع الذي قدمه رفقاء خالد لموشية في مبارياتهم الإعدادية، فإن بن شيخة لم يسلم من الانتقادات الإعلامية التي أعابت عليه إصراره على الجمع بين منصبين كمدرب للمنتخب الأول والمحلي ورأت في ذلك مغامرة محفوفة المخاطر قد تؤدي إلى حدوث نكسة جديدة للكرة الجزائرية بعدما ركز في عمله على المنتخب الأول وترك المنتخب المحلي لمساعديه محمد شعيب وعبد النور كاوة وذهبت بعض الأطراف إلى حد التشكيك في مؤهلاته الفنية وانجازاته السابقة، كما أعابت عليه التركيز على لاعبي وفاق سطيف حيث استنجد بسبعة عناصر من هذا الفريق، وكان قرار إلغاء المباراة الودية بين المنتخب الأول ونظيره التونسي في صالح بن شيخة لأن ذلك سمح له بالتواجد إلى جانب أشباله المحليين منذ البداية، إذ أنه منحهم الدعم المعنوي اللازم. النجاح مع المحليين لن يكتمل إلا بالفوز على المغرب وبعدما أشبعه الجميع بالانتقادات عقب الأداء المتواضع جدا لأشباله خلال المباريات الأولى خصوصا أمام الغابون، أصبح بن شيخة بطلا كبيرا في نظر هؤلاء رغم أنه لم يقم بالتغييرات التي طالبوا بها، وكان جوابه على الميدان، وأكثر من ذلك فإن المنتخب الوطني يتواجد في أحسن رواق لبلوغ النهائي، حسب العديد من المتتبعين، ومن جهته، فإن الشارع الرياضي الجزائري أصبح أكثر اقتناعا بأن بن شيخة يعتبر حقا رجل المهمات الصعبة، غين انهم ينتظرون منه إنجازا أمام المنتخب المغربي لأنها المباراة الأهم في نظرهم، ومن جهته، فإن الجنرال سيحاول استغلال هذه الإنتفاضة من أجل تعميمها مع المنتخب الأول في الإستحقاقات القادمة.