يتواجد المنتخب الوطني المحلي أمام فرصة كبيرة لبلوغ الدور النهائي للبطولة الإفريقية الجارية حاليا بالسودان وذلك لكون مباراة نصف النهائي أمام المنتخب التونسي أو نظيره الكونغولي المبرمجة لهذا الثلاثاء ستجرى على ملعب الخرطوم ذات الأرضية المعشوشبة اصطناعيا التي من المفروض أن تساعد أشبال المدرب بن شيخة على تقديم آداء راقي باعتبارهم ألفوا اللعب في مثل هذه الأرضيات في البطولة المحلية بالجزائر، ومن الجهة المقابلة سيجد المنافس مهما كان صعوبات كبيرة في تطوير لعبه نظرا لاعتيادهم على اللعب في الأرضيات المعشوشبة طبيعيا، ويعتبر هذا العامل هاما جدا بالنسبة للمنتخب الوطني وينبغي استغلاله جيدا، وما يدعم هذه الفكرة هو الشكاوي الكثيرة التي تطلقها كل المنتخبات عندما تتم برمجة مبارياتها على العشب الاصطناعي الذي يشكل عائقا كبيرا أمام لاعبيها لتسيير اللعب والاحتفاظ بالكرة، بينما يجد اللاعب الجزائري ضالته عليها لكونه تدرج فيها منذ الصغر. اللاعبون متحررون نفسيا ومعنوياتهم في السحاب وفضلا عن عامل الأرضية، فإن التحرر النفسي والمعنويات المرتفعة ستكون الحافز الإضافي لرفقاء حاج عيسى من أجل ودخول المباراة بنية الفوز والتأهل وتقديم آداء في المستوى خاصة بعد إزاحتهم لأحد أقوى المنتخبات المرشحة للتتويج، في وقت كان أغلب الجزائريون ينتظرون إقصائهم، وكل هذا من شأنه أن يحرك العزيمة في نفوسهم ويجعلهم يرمون بكل ثقلهم في المباراة القادمة لأنها مفتاح بلوغ النهائي الذي قد يكون بوابة التتويج بالدورة وما سيكون له من انعكاسات جد إيجابية سواء على المنتخب ككل أوالوضعية الشخصية لكل لاعب دون نسيان الفوز بثقة الجمهور الرياضي الذي كان يرى اللاعب المحلي بصورة قاتمة خاصة بعد المردود المتواضع الذي قدمه المنتخب في الدور الأول. الاستدعاء لمباراة المغرب يبقى أكبر تحفيز للاعبين على التألق والأهم من كل ذلك هو تعبيد الطريق نحو المنتخب الأول، حيث لم يتوان المدرب بن شيخة في تذكير أشباله بأن هذه الدورة هي فرصة لجميع اللاعبين من أجل ولوج الفريق الأول لا سيما في المباراة الحاسمة أمام المنتخب المغربي يوم 27 مارس القادم بملعب 19 ماي بعنابة، وبتجاوز الدور ربع النهائي تكون نسبة تمثيل المحليين على مستوى هذا المنتخب ارتفعت في انتظار إنجاز آخر بالوصول إلى النهائي والذي سيفتح الأبواب على مصراعيها بالنسبة لرفقاء مترف، ليس فقط بقرار بن شيخة ولكن بالضغط الذي سيمارسه الشارع الرياضي في وقت يعاني فيه اغلب المحترفين من التهميش ونقص المنافسة والإصابات في فرقهم. سوداني، جابو ومترف الأقرب للمنتخب الأول ومن خلال مسيرة المنتخب المحلي لحد الآن في بطولة إفريقيا ومردود اللاعبين، يجمع أغلب المتتبعين على أن أهم العناصر التي تستحق مكانة ضمن المنتخب الأول هي مهاجم جمعية الشلف هلال سوداني بعد تمكنه من تسجيل ثلاثة اهداف، خاصة وأن تشكيلة الخضر تعاني من غياب قناص حقيقي بدليل صيام خط الهجوم عن التهديف طيلة عدد كبير من المباريات الرسمية والودية، ولهذا فإن هذا العنصر هو الأكثر طلبا من طرف الأنصار، ومن جهة أخرى، يبقى ثنائي الوفاق السطايفي جابو ومترف في رواق جيد لحمل قميص الفريق الأول نظرا لمستواهما الراقي جدا في المباريات الأربعة الأخيرة ومساهمتهما الفعالة في قيادة الخضر إلى المربع الذهبي. بينما لم يلق كل من حاج عيسى ومسعود إجماع بخصوص أحقيتهما بالمنتخب الأول وذلك لتذبذب مستواهما من مباراة لأخرى، وعدا هذه العناصر فإن اللاعبين الآخرين واجهوا انتقادات لاذعة وبالتالي فيبدو أن حظوظهما قليلة جدا. بن شيخة في آخر تصريح عقب التأهل "أفضّل لقاء منتخب الكونغو في نصف النهائي" في تصريح مقتضب ل "الإذاعة الوطنية"، أمس السبت، كشف الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة أنه مرتاح للنتيجة التي حققها أشباله ضمن منافسات كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين الجارية بالسودان، حيث تمكنوا من التأهل إلى المربع الذهبي من المنافسة بعد تجاوزهم فريق البافانا العنيد والذي كان من بين الفرق المرشحة لنيل لقب هذه الطبعة. وفي حديثه عن اللقاء الذي ينتظر الخضر برسم اللقاء نصف النهائي أمام أحد الفريقين من لقاء ربع النهائي الثالث والذي سيجمع الفريق التونسي الشقيق بنظيره حامل اللقب فريق جمهورية الكونغو الديمقراطية، عبّر بن شيخة عن أمله، بل تفضيله اللعب ضد الفريق الكونغولي للثأر للأندية الجزائرية التي أقصاها نادي تيبي مازيمبي حامل لقب دوري أبطال إفريقيا ووصيف بطل العالم للأندية، حيث قال "أحبذ أن ألعب ضد الكونغو للثأر منه لصالح شبيبة القبائل ووفاق سطيف بل و فريق الترجي التونسي الشقيق". وأضاف بن شيخة مفسراً "اختياره": لقد أكدت مع اللاعبين على الجانب الثأري حتى أرفع من إرادة الفوز لديهم وهو أمر يمكن أن يصنع الفارق خلال لقاء النصف نهائي". ومن جانب أخر اعتبر بن شيخة تفضيله اللعب ضد منتخب الكونغو استجابة للجيرة والصداقة مع الشعب التونسي الذي لا نريد يقول بن شيخة أن نكون السبب في إقصائه.