خرجة الوزير الأول ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي التلفزيونية الأخيرة كانت بمثابة دلو ماء بارد يصبه أويحيى في هذه الأيام الحارة على أبو جرة سلطاني، الذي راح يهدد بالانسحاب من التحالف الثلاثي، وراح يطالب بتعديلات وتغيير في لعبة لا يتقنها سوى "الخوانجية" حين ينتقلون من النقيض إلى النقيض حسب متغيرات الساعة بعيدا عن المواقف والمبادئ، ولأن أويحيى يعرف ذلك جيدا فقد عقب على أبو جرة أن وجوده في التحالف ليس سوى إكراما للراحل نحناح، والحال أن الإكراميات كانت أيضا في عهد الراحل نحناح ممثلة في مكاسب ومناصب مقتطعة للحركة نظرا لوفائها وإخلاصها، ووضع أهل حمس كوضع من توفى عليهم الوالد الذي كان يشتغل عند الجيران، فأشفق عليهم الجيران لذا يكرمونهم بالملبس والمأكل والمشرب، واحتراما أيضا لمقام الوالد الذي خدم الجيران. ورغم سخط الوزير بن بادة على أبو جرة الذي حسبه جعل حمس في الحضيض، فإن ما قاله أويحيى هو الحقيقة ولا داعي للسخط، لأن ما يحدث هو دين الحركة التي دأبت عليه ورضت به، ولولا هذا لما كان بن بادة وزيرا، لكن المشكل في أبو جرة اعتقاده أنه شريك بسبب هذه الإكراميات، لذا هدد بالانسحاب من التحالف، ونسي أنه طالب بالشراكة في التحالف في أكثر من موقف، لكن طلبه قوبل بالرفض، لأن واقع الحال أن الآفلان لا شريك له في هذه البلاد، وأويحيى حين صرح بما صرح لا يهمه رد فعل حمس سواء انسحبت أم بقيت، فقد وضع النقاط على الحروف ومعروف عن الرجل أنه لا يهتم بالنتائج حتى لو سار في الطريق السريع عكس الاتجاه ولا يهم بعدها ما يحصل، أو كأنه يقول لأبو جرة "اقضي ما أنت قاضي وإنا هنا نحن والأفلان متفرجون".