قبل أن تدور الدوائر على قوات المحور إبّان الحرب العالمية الثانية، كانت كل المؤشرات تشير إلى أن ألمانيا ستنهي الحرب العالمية الثانية لصالحها، خاصة بعد دخولها الأراضي السوفيتية ووصولها إلى أبواب الكرملين لولا رعونة أدولف هتلر واستهتاره ونشوته بنصر كان يعتقد أنه قد أحرزه. ماذا لو انتصرت دول المحور إذًا على الحلفاء كيف ستكون خريطة العالم اليوم؟؟ الأكيد أن أدولف هتلر سيكون قد قضى بحكم الزمن الطويل الذي يكون قضاه في السلطة والزمن الذي مر على انتهاء الحرب الكونية الثانية، إلا أن نظامه النازي سيبقى ويتوسع ليشمل مناطق هائلة من العالم، وستكون عدة أراض أوروبية تحت الراية الألمانية بما فيها فرنسا وبعض الأراضي البريطانية وسيكون النظام الرأس مالي قد تبخر أو ضعيفا ومهلهلا. أما بريطانيا العظمى التي جالت وصالت في أقاصي الأرض وعاثت فيها فسادا فسيكون تاجها تابعا للرايخ الثالث وملحقة من ملحقات النازية، مثلها مثل الكثير من الدول وتبقى سويسرا على حالها لأهميتها كمركز لتبييض الأموال المهربة، أما الدول العربية فتكون قد نالت استقلالها قبل الوقت المعروف بحكم أنها كانت تحت السيطرة والاستعمار البريطاني والفرنسي. الأكيد إن أمور كثيرة ستتغير فكريا وإديولوجيا مع التحفظ على الأوضاع "لو حدث كل هذا" فقط الديكتاتورية العربية لا تتغير وربما سيصادف ذلك هوى في نفس السلطة العربية لموافقتها مع الرغبات النازية في ممارسة الحكم. وسيزيد الطموح النازي في بعض الأراضي وينشئ عليها قواعد عسكرية، إضافة إلى هذا كله ستظهر هيئة الأممالمتحدة لكن تحت اسم آخر وتكون حجرة أساسها مكونة من ألمانيا وإيطاليا واليابان والصين سيكونون أصحاب "الفيتو" فيها وربما سيكون رئيس هذه الهيئة بون كي مون نفسه، الاختلاف سيكون فقط في الخطاب الذي بطبيعة الحال سيلغي الديمقراطية من ميثاقه ويجعل من النازية شعارا عالميا تنادي به كل الأمم كما تنادي اليوم بالديمقراطية، وستكون نفس الوجوه التي تشغل المنابر والهيئات العالمية من الأممالمتحدة إلى محكمة العدل الدولية بلاهاي إلى منظمات حقوق الإنسان هي التي تشغل هذه المنابر ويتغير الخطاب وحده ومفهوم العلاقات الإنسانية بالأمم المتقدمة. لتصبح ألمانيا بغطرستها تمارس ظلما فظيعا في أي قطر تجد فيه مصالح لها وكلما زادت حاجتها للنفط، وربما ستحتل العراق تحت ذريعة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل وستمارس ضغطا رهيبا على الدول العربية مثلما هو حاصل اليوم فقط يتغير الفاعل وطريقة تفكيره ونظامه وسنكون ضحايا لممارسات قمعية بدعوى محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف. وكما ينادي اليوم العرب بالتنظير للديمقراطية وجعلها نظاما حاكما، سينادون بلا شك بالنازية وجعلها آلية للحكم لفضائلها وشمائلها. إذًا ما تغير لو أن ألمانيا انتصرت في حربها على الحلفاء ؟؟؟ لا شيء تغير فألمانيا النازية هي أمريكا الإمبريالية بنظام مختلف وتفكير مختلف وفعل واحد، شيء واحد مهم سيكون لألمانيا يد بيضاء فيه لن ينساه لها العرب ما بقوا وهو عدم وجود دولة اسمها إسرائيل.