تزامن افتتاح الطبعة ال 18 للصالون الدولي للإعلام الآلي والاتصال والمكتبية ''سيكوم'' بداية الأسبوع الجاري مع حالة ترقب على المشهد السياسي، الذي طغى عليه تعليق جميع الأعمال والأنشطة المسطرة من قبل الوزراء في انتظار تعديل حكومي يريح الأنفاس. ولم يجلب الحدث انتباه أو التفاتة من قبل الممثلين الرسميين للسلطة أو حتى إيفاد بعض المسؤولين الإداريين لإعلان الانطلاق الرسمي للتظاهرة. السوق الموازية والمنتوجات المغشوشة تقوض قدرات المهنيين على الابتكار والتطوير ولم يشأ الجهاز التنفيذي إيفاد أي من ممثليه الرسميين الذين دأبوا على افتتاح فعاليات صالون ''سيكوم'' منذ أول طبعة سنة 1987 على غرار وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أو وزير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أو الوزير المنتدب المكلف بالاتصال. ورأت مصادر مسؤولة من مديرية الإعلام والعلاقات مع الصحافة التابعة لشركة ''سافكس'' المنظمة للحدث أن تأخر الإعلان عن الحكومة الجديدة كان وراء تأجيل الافتتاح الرسمي للصالون أو تجاوزه نهائيا وبالمرة خلال طبعة هذه السنة التي تستمر إلى غاية الفاتح من شهر ماي الداخل. وآثار هذا الغياب تساؤلات العديد من المتعاملين المشاركين في الصالون إلى حد وصف هذه الخرجة غير متوقعة بالعمل غير المسؤول، خاصة وان القطاع يشهد نموا متميزا رغم تأخر الجزائر في الإقبال عليه، فضلا عن جملة من المشاريع الحيوية الجاري تحقيقها في هذا المجال على غرار برنامج أسرتيك وكذا الجزائر الالكترونية، وهو رهان استراتيجي وسيادي حسب وصف وزير القطاع حميد بصالح في تصريحات سابقة. 72 مؤسسة متخصصة تعرض أخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الإعلام الآلي والمكتبية انطلاق صالون الإعلام الآلي والمكتبية والاتصال ''سيكوم ''2009 بقصر المعارض وسط حضور ما لا يقل عن 72 مؤسسة متخصصة على مساحة تتجاوز 5ر4 ألاف متر مربع، تنافست لعرض تشكيلة متنوعة من المنتوجات والخدمات سيما أجهزة الإعلام الآلي والمكتبية والتكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، وذلك بالموقعين المخصصين لهذا المعرض ألا وهما جناحي الأهقار والقصبة. ويعتبر التطور السريع لوسائل وتقنيات معالجة وبث المعلومة وضرورة لجوء كل مؤسسة الوطنية عمومية أو خاصة إليها، وكذا تعدد الشركات المتخصصة في الإعلام الآلي على شكل صناعات ومؤسسات صغيرة ومتوسطة نشيطة من بين أسباب تنظيم مثل هذا الصالون. وأصبح صالون الإعلام الآلي والمكتبية والاتصال موعدا لا ينبغي تفويته وفضاء لتبادل الأفكار والتجارب، وعلى الرغم من طابعه المهني إلا أن صالون الإعلام الآلي والمكتبية والاتصال يشهد عادة إقبالا كبيرا لتلاميذ المدارس والطلبة وشبان من قطاع التكوين المهني، بالإضافة إلى هواة الإعلام الآلي الراغبين في الإطلاع على آخر المستجدات في مجال التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال واقتناء أجهزة أو برمجيات الإعلام الآلي. ويعرف الحدث سنويا رواجا دائما منذ أول طبعة إلى غاية الآن، بسبب نوعية المشاركين ومهنيتهم والفرص التي يمنحها لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد ومؤسسات التكوين المهني. وتنوعت المؤسسات العارضة من كبريات المجمعات والشركات المحلية والأجنبية وأيضا لأن طبعة هذا العام نوعية بالنظر إلى التكنولوجيات والحلول الرقمية التي تعرضها بعض المؤسسات المتخصصة لأول مرة في السوق الوطني، التي تحاول كسب رهانات المعلوماتية وتسطير أهداف محددة في اتجاه الحكومة الالكترونية وأنظمة الرقمنة التي تسعى الحكومة لتعميمها في كل مؤسسات الدولة والإدارات العمومية . وعرفت التظاهرة في طبعتها الثامنة عشر مشاركة قياسية لمختلف الشركات المجمعات النشطة في قطاع التكنولوجيات الحديثة للاتصال والأنظمة المعلوماتية والرقمنة إلى جانب العديد من الشركات المتخصصة في تصنيع واستيراد التجهيزات المكتبية مقارنة بالطبعات السابقة. وشكل هذا الفضاء وعلى امتداد سبعة أيام فرصة لمختلف العارضين لتباحث إمكانيات التعاون وتنسيق العمل خصوصا مع الشركاء الأجانب، بهدف نقل التكنولوجيا واكتساب المزيد من الخبرات والمعرفة في هذا القطاع الذي يشهد من يوم لآخر تطور كبير وسلسلة ابتكارات متسارعة. تسويق المنتجات للجمهور بأسعار ترقوية وبخصم يصل إلى 30 بالمائة وضمان خدمات ما بعد البيع احتدام المنافسة بين مختلف المؤسسات المختصة الواسعة بعضها تنشط بمحض استقلالها، وأخرى وكيلة معتمدة لأكبر العلامات التجارية العالمية دفع لتقديم عروض ترقوية وأسعار مغرية لتسويق منتجاتها للجمهور، وصلت أحيانا إلى خصم يتراوح ما بين 10 و 30 بالمائة عن مختلف التجهيزات وتشكيلاتها التكنولوجية الجديدة، لاسيما الموجهة للطلاب الجامعيين والثانويين كالحواسيب المكتبية والمحمولة، وهو مسعى يدخل في إطار الجهود الرامية لإتاحة الفرصة لكل مواطن لاقتناء جهاز كمبيوتر لدمقرطة هذا القطاع على غرار قطاع الاتصالات الهاتفية، منذ إقرار الجزائر إصلاحات جذرية تساعدها في كسر الحواجز لاقتحام مجتمع المعلوماتية. وترى بعض المؤسسات المشاركة مثل ''صومام للإعلام الآلي والأنظمة'' و'' ساكومي'' المعتمدة لتركيب أجهزة الكمبيوتر بالنوعية والعلامة الأصلية وتسويقها بالجزائر، أن السوق الوطني للمنتوجات المكتبية يشهد نموا كبيرا، غير انه يتأثر بعدة عوامل ومشاكل مرتبطة بالأسواق العالمية، والتي تتمثل في عدم استقرار العملة الصعبة بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية، بالإضافة إلى تنامي السوق الموازية التي تروج للمنتوجات مقلدة ومغشوشة أحيانا. وذكر أرباب تلك الشركات أن هذه العوامل تتسبب في إلحاق الضرر المادي للمؤسسة والمعنوي على قيمة العلامة في السوق مستقبلا، فضلا عن تعطل القدرات البشرية بطريقة غير مباشرة تكبحها عن الابتكار والتطوير. وتزداد هذه المعضلة تفاقما ما دام عبء السوق الموازية على المؤسسة المنتجة يساوي نسبة 30 في المائة، الأمر الذي يستدعي تكثيف المراقبة ومحاربة الآفة التي تنخر الاقتصاد وتخلق ثروة غير شرعية تعود لأصحابها خارج الوعاء الجبائي، وكذا من أجل حماية الإنتاج الأصلي من المغشوش الذي يقبل عليه المستهلك دون مراعاة للمخاطر التي يحملها.