بعد يوم واحد من خروج مظاهرات في عدة مدن سورية تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، والتي أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى، افادت مصادر اخبارية باقتحام وحدات من الجيش السوري مدينة بانياس الساحلية أمس . وقال نشطاء حقوقيون أمس، إن الوحدات دخلت المدينة الساحلية والتي تقطنها اغلبية سنية من ثلاثة اتجاهات مقتحمة المناطق السنية وليس الاحياء العلوية.مضيفا أن معظم الاتصالات مع بانياس قطعت . و كانت وسائل اعلامية بريطانية، نقلت عن سكان مدينة بانياس، ذكرت أن دبابات تموضعت حول بانياس في ثلاث مناطق هي منطقة المحطة وحي القصور ومنطقة القوز، الامر الذي شكل حالة من الخوف والذعر لدى السكان من اقتحام المدينة علما ان الجيش ينشر حواجز له في احياء المدينة الداخلية لكن من دون مدرعات وأسلحة ثقيلة. وكان يوم الجمعة قد شهد سقوط اعداد من القتلى تضاربت حولها التقارير الاخبارية، فقد ذكر ناشطون حقوقيون أن 13 شخصا قُتلوا في احتجاجات مناوئة للنظام في عدة مدن سورية في ما أطلقت عليه المعارضة اسم "جمعة التحدي"،بينما قالت السلطات الرسمية السورية إن من بين القتلى خمسة عسكريين، أحدهم ضابط برتبة مقدم، سقطوا على أيدي مسلحين في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد. كما تحدثت تقارير أخرى عن مشاركة الآلاف في احتجاجات شهدتها المناطق الكردية الواقعة شرقي البلاد، حيث طالب المتظاهرون بالحريات السياسية وبالحفاظ على الوحدة الوطنية.في غضون ذلك، نقل عن مصدر في الحكومة السورية قولها إنها بصدد اتخاذ إجراءات صارمة ضد من أسمتهم ب "الإرهابيين والمجرمين"، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "عناصر مخربة في مدينة حماة قامت الجمعة بتخريب الممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين وتدخلت إثر ذلك قوى الأمن الداخلي لوقف هذه الأعمال، مما أدى إلى إصابة 25 شرطيا بجروح"، وقالت الوكالة إنه تم استهداف مقرات فرع الهجرة والجوازات بالمحافظة وبإحراق ثلاث سيارات شرطة و حافلتين مدنيين، إضافة إلى العديد من المحلات التجارية والممتلكات الأخرى، على حد قولها. من جهتها، قالت وزارة الداخلية إن 192 ممن أسمتهم ب "المتورطين بأعمال شغب" قاموا بتسليم أنفسهم إلى السلطات المختصة ليصل العدد الإجمالي إلى 553 شخصا في مختلف المحافظات. من جانبها، رأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، أنه "لا يزال بإمكان الحكومة السورية القيام بإصلاحات رغم تصاعد أعمال العنف السياسي في البلاد". وقالت كلينتون هنالك ثمة مخاوف عميقة حيال ما يجري حاليا في سوريا، مضيفة أن بلادها تدفع بقوة باتجاه أن توفي الحكومة السورية بالتعهدات التي كانت قد قطعتها على نفسها بشأن الإصلاحات، مضيفة ان الوضع في سوريا "مثير للمشاعر"، إلا أنها رفضت مقارنته بالوضع في ليبيا حيث تخوض واشنطن حملة مسلحة مع حلفائها من الأوروبيين والعرب لمساندة القوى المعارضة لنظام العقيد معمَّر القذافي من جانب آخر، أكد البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة وشركاءها الدوليين سوف يتخذون خطوات إضافية لابراز معارضتهم القوية لسلوك الحكومة السورية فى التعامل مع شعبها، ورحب في هذا السياق بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مسؤولين سوريين عن انتهاكات حقوق الإنسان ابان الاحداث الحالية.