من المنتظر أن يلتحق اللاعبون المحليون اليوم بمعسكر المنتخب الوطني بمركز لامونغا المتواجد بمدينة مورسيا بجنوب اسبانيا وذلك بعدما شاركوا رفقة أنديتهم في مباريات الجولة 23 من البطولة الوطنية التي جرت أمس، حيث كان المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة قد منح لهم الضوء الأخضر للعب مع التشديد عليهم بضرورة الالتحاق بالتربص مساء اليوم من أجل الشروع في العمل خاصة مع الوصول المبكر لبعض المحترفين الذين انتهت الدوريات التي ينشطون بها على غرار مهاجم نادي أولمبياكوس اليوناني رفيق جبور الذي أكد حضوره المعسكر بداية من يوم الجمعة الماضي وذلك بعد إلغاء المباراة الودية التي كانت ستجمع ناديه بريال مدريد وأيضا المدافعان مجيد بوقرة وإسماعيل بوزيد اللذان ينشطان في الدوري الأسكتلندي في انتظار اكتمال التعداد يوم 25 ماي الجاري. هذا وقد طارت بعثة المنتخب الوطني يوم الخميس من مطار وهران في اتجاه مدينة مورسيا واقتصر الحضور على الطاقم الفني والطبي والإداري فقط، وسيدوم التربص إلى غاية الفاتح من جوان المقبل وهو تاريخ إجراء آخر حصة تدريبية خلال الصبيحة قبل التنقل إلى مدينة مراكش في المساء. المراهنة على المباريات التطبيقية لتعويض غياب المواجهات الودية ونظرا لاستحالة الشروع الفعلي في التحضير لمباراة المغرب يوم غد في ظل التعداد الناقص كالعادة، فإن المدرب بن شيخة مضطر لتأجل ذلك إلى نهاية هذا الأسبوع أين سيكون الجميع في الموعد، وعندها يمكنه تطبيق البرنامج الإعدادي الذي أعده وكذلك شرح الخطة التي يعتزم الدخول بها فضلا عن استغلال هذه المدة الطويلة نسبيا لاختيار التشكيلة الأساسية، وفي انتظار العثور على فريق بمنطقة مورسيا للتباري وديا معه، كما أكد على ذلك خلال الندوة الصحفية التي نشطها مؤخرا، فإن بن شيخة يراهن كثيرا على المباريات التطبيقية بين اللاعبين من أجل تعويض النقص المسجل في اللعب الجماعي والانسجام بين الخطوط الثلاثة. التركيز الأكثر سيكون على الجانب السيكولوجي والتكتيكي ويعتزم المدرب الوطني التركيز أكثر على الجانب الفني والنفسي وتفادي المجهود البدني الكبير من أجل ربح الوقت نظرا لكون الموسم يتواجد في نهايته مما يعني أن كل اللاعبين يتمتعون بلياقة بدنية جيدة عدا بعض العناصر التي لا تشارك مع أنديتها، ويأتي هذا في وقت يؤكد الكثير من المتتبعين أن الداربي المغاربي المنتظر يوم 4 جوان المقبل سيكون صراعا تكتيكيا بين بن شيخة وغيريتس على الميدان، وبالتالي فهوبصدد تجهيز أشباله فنيا ومعنويا لمواجهة مراكش التي يعتبرها هوشخصيا مباراة نهائية لا تحتمل القسمة على اثنين نظرا لأهمية نقاطها الثلاث في مشوار التصفيات، فهويعلم جيدا أن المنتخب الذي يتعثر قد تنعدم حظوظه في التأهل.
الطاقم الفني مطالب بتكثيف العمل النفسي لتفادي معارضة قرارات الحكم وسيحاول بن شيخة مساعدة المستدعين الجدد إلى المنتخب والذين تغيبوا لمدة طويلة أيضا على التأقلم السريع مع الأجواء العامة من خلال مضاعفة العمل السيكولوجي معهم كما أنه سيعمل على تطوير الاندماج بين اللاعبين خاصة الجدد والقدامى والذين لم يلعبوا مع بعض منذ مدة، ومن جانب آخر سيشحن بن شيخة بطاريات أشباله نفسيا لتهيئتهم بشكل جيد للظروف التي ستسود المباراة تفاديا لتأثيرات ضغوط الإعلام والجماهير وأهم من ذلك تفادي الأخطاء الفردية والاحتكاك مع ثلاثي التحكيم وعدم تكرار سيناريو زملاء مروان الشماخ في لقاء عنابة، حيث سيطالبهم بالتمسك في الأعصاب واللعب ببرودة دون الدخول في متاهات الصراع مع الحكم لأن ذلك من شأنه أن يفقدهم التركيز خاصة في ظل الحملة الإعلامية التي قادتها وسائل الإعلام المحلية والتي أبدت من خلالها قلقها على تعيين ثلاثي تحكيم من كوت ديفوار. منصبا الوسط الدفاعي والهجومي..هاجس بن شيخة بسبب الوفرة العددية ومن الوهلة الأولى، فإن المدرب بن شيخة سيصطدم ببعض المشاكل عند اختياره للتشكيلة الأساسية، حسب ما أكده الكثير من التقنيين، لا سيما في خطي الوسط الدفاعي والهجومي وذلك بسبب التواجد المكثف للعناصر التي تلعب في هذين المنصبين، وأكثر من ذلك فإنها كلها تمتع بلياقة جيدة وتشارك دوريا مع أنديتها، وبالتالي فهذا قد يشكل هاجسا حقيقيا للمدرب، غير أنه مطالب بتحمل كامل مسؤوليته لكونه صاحب القرار الأخير في تكوين القائمة، وقد لقيت هذه الأخيرة انتقادات واسعة بسبب استدعاء عدد كبير من اللاعبين في نفس المناصب في وقت يشكو فيه خط الهجوم من النقص العددي خصوصا بعد استبعاد عبدون وغزال وزياية. ومن الجهة المقابلة، فإن الوفرة العددية قد تكون في صالح المنتخب، لأنها ستشعل المنافسة بين اللاعبين في التربص للفوز بثقة المدرب والمشاركة في التشكيلة الأساسية خاصة مع عودة المصابين.