يخوض المنتخب الوطني سهرة اليوم مباراة مصيرية أمام نظيره المغربي بملعب مراكش لحساب الجولة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012، حيث من المنتظر أن تعرف إثارة منقطعة النظير خاصة وأن كل المدرجات ستكون مملوءة عن آخرها بالنظر إلى نفاذ كل التذاكر التي خصصت لهذا الموعد، وهوأهم رهان يعول عليه المغاربة لتشديد الضغط على لاعبي المنتخب الوطني، غير أن طبيعة المباراة وأهمية نقاطها في حسابات كل طرف تضع اللاعبين في تركيز تام على ما يدور فوق المستطيل الأخضر، وهي النقطة التي ألح عليها المدرب عبد الحق بن شيخة، حيث طالب أشباله بتطبيق الخطة على الميدان دون أخذ ضغط الأنصار بعين الاعتبار، ويسعى الخضر إلى تسجيل نتيجة إيجابية لدعم حظوظهم أكثر في التأهل إلى نهائيات كان 2012 ، إذ أن ذلك سيحفزهم للتألق في الجولتين المتبقيتين أمام تنزانيا خارج القواعد وإفريقيا الوسطى في الجزائر، بينما سيدخل أسود الأطلس المواجهة بنية الثأر لهزيمة الذهاب واستعادة ريادة المجموعة وبالتالي القيام بخطوة كبيرة نحوتحقيق التأهل، وهوالمبتغى الأول للأنصار. بن شيخة وغيريتس في صراع تكتيكي كبير وبعيدا عن المعركة التي سيقودها الفرسان ال 22 على الميدان، فإن الصراع الأكبر سيكون بين المدربين إريك غيريتس وعبد الحق بن شيخة، حيث سيحاول كل طرف الإيقاع بالآخر وذلك بعدما قاما بدراسة معمقة للخطة التي يلعب بها المنافس، فإذا كان غيريتس قد أكد أنه سيجري تغييرات جذرية على طريقة لعب المنتخب المغربي خاصة بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت له من طرف الصحافة المغربية عقب الخسارة في عنابة، فإن الجنرال ينوي رسم خطة مضادة تعتمد على التكتل الدفاعي، المراقبة الفردية اللصيقة والهجمات المعاكسة لا سيما وأن غيريتس سيرتكز بنسبة كبيرة خلال إعداد الخطة على نجوم المنتخب على غرار الشماخ. الخضر بتشكيلة مكتملة والأسود بثلاث غيابات وفي نفس السياق، فإن مدرب الخضر سيكون في مركز قوة نظرا لتوفر التعداد وخلوالتشكيلة من الإصابات، حيث تمكن من استعادة المهاجم رفيق جبور بعدما طمأنه الطاقم الطبي بإمكانية مشاركته في مباراة اليوم وذلك عقب إجرائه لفحص دقيق بالأشعة التي بينت أن إصابته ليست خطيرة، كما سيتمكن من الاستفادة من عودة كل الركائز التي غابت عن مباراة الذهاب على ذكر زياني وبوقرة، وقد أكد أن هذا الثنائي سيعطي إضافة هامة للفريق خاصة من الناحية النفسية لزملائهما، ومن الجهة المقابلة، يتواجد غيريتس في مأزق حقيقي بسبب كثرة الغيابات بسبب لعنة الإصابات، حيث بعد تأكد إعفاء كل من الحمداوي وبرابح، جاء دور مدافع نادي نانسي الفرنسي، البصير الذي تعرض لإصابة في آخر لحظة خلال التدريبات مما أخلط أوراق مدربه لا سيما مع عدم وجود بديل قادر على تغطية هذا النقص على مستوى الرواق الأيمن، كما أن الوقت لم يكن في صالحه لتحضير لاعب احتياطي لتعويضه، وقد تأسف المدرب المغربي كثيرا لذلك خاصة وأن البصير كان من بين أحسن العناصر في مباراة الذهاب بعنابة، حيث قام بدور دفاعي وهجومي بامتياز. أشبال بن شيخة جاهزون لمعركة مراكش والأمر الذي يدعوللتفاؤل هي الأجواء الرائعة التي تسود داخل تشكيلة بن شيخة، حيث عبر كل اللاعبين عن تحمسهم للمشاركة في هذه المباراة المصيرية، حيث يحاولون دوما إبعاد الضغط عن محيطهم رغم ثقل المسؤولية وإدراكهم التام بأن كل الجزائريين في انتظارهم أمسية اليوم، وقد أجمعوا على أنهم سيقدمون كل ما يملكون من أجل إدخال الفرحة مرة أخرى في نفوس الأنصار، كما أكدوا أيضا أنهم استفادوا كثيرا من تربص لامانغا بإسبانيا وهم على أتم الاستعداد لما أسموه ب " معركة مراكش". ومن جهته، فإن الطاقم الفني يقوم بعمل كبير من الجانب السيكولوجي منذ الوصول إلى الأراضي المغربية وذلك لتوفير أجواء مريحة للاعبين بعيدا وجعلهم يثقون بقدراتهم. أنصار الخضر يصنعون الفرجة في مراكش وسيشكلون دعما قويا للاعبين ولن يواجه محاربو الصحراء الأسود لوحدهم، حيث سيجدون دعما كبيرا من قبل الأنصار الذي أبوا إلا أن يتنقلوا بأعداد معتبرة إلى المغرب متحديين كل الصعاب، وقد قدم أغلبهم من البلدان الأوروبية خاصة فرنسا، وأكثر من ذلك، فقد صنعوا أجواء رائعة في مراكش وفي الدارالبيضاء، ورفعوا الرايات الوطنية مرددين الأغاني المعروفة الممجدة للمنتخب الوطني، ورغم محاولات قلة من أشباه أنصار المنتخب المغربي للاعتداء عليهم إلا أن الروح الرياضية كانت الغالبة نظرا لتصدي الأنصار الحقيقيين للأسود لهم، وكانت الأجواء العامة شبيهة تماما لتلك التي صنعتها جماهير المنتخبين في عنابة قبيل إجراء مباراة الذهاب، حيث جاب المغاربة آنذاك بعض شوارع المدينة مرددين أهازيج وأغاني ممجدة لمنتخبهم ودون أن يتعرض لهم أحد، حتى أنهم حملوا الأعلام المغربية والجزائرية معا. روراوة يعد اللاعبين بمنحة جد مغرية في حال الإطاحة بالأسود أكدت بعض المصادر المقربة من محيط الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن الرئيس محمد روراوة قد رصد منحة مغرية جدا للاعبي الخضر في حال العودة من المغرب بالزاد الكامل، ولوأن هذا الأخير رفض الكشف عن القيمة التي سيستفيد منها رفقاء زياني، إلا أن نفس المصادر قالت أنها قد تصل إلى حدود عشرة آلاف يورو لكل لاعب، حيث يهدف بذلك روراوة إلى تحفيز التشكيلة على رفع التحدي وبذل مجهودات أكبر لتحقيق الفوز مما سيساعد على تلميع صورته من جديد لدى الرأي العام الوطني بعدما شعر بنوع من الجفاء عقب التراجع الرهيب لنتائج المنتخب الوطني خلال الجولتين الأولى والثانية من التصفيات الإفريقية الحالية.. التحضير النفسي والتكتيكي وتطبيق الخطة يوم الخميس والجمعة هذا وقد وصل المنتخب الوطني يوم الأربعاء الماضي إلى مدينة مراكش وحضي بترحيب مميز من قبل الأشقاء المغاربة لدى وصولهم إلى مطار المنارة بمراكش، حيث كان في استقبالهم أعضاء من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وكذا ممثلي السفارة الجزائرية بالمغرب، وبرمج الطاقم الفني بعض الحصص التدريبية لمواصلة التحضير للمباراة، حيث تفرغ المدرب بن شيخة للعمل التكتيكي وشرح الخطة مع تطبيقها على الميدان في مباراة تطبيقية بين اللاعبين خاصة بعدما حدد التشكيلة الأساسية إضافة إلى التحضير النفسي الذي يكتسي أهمية بالغة في مثل هذه المباريات. وكان الخضر قبل ذلك قد خاضوا أول حصة تدريبية بكامل التعداد يوم الإثنين الماضي بعدما لتحق كل اللاعبين، كما خصص بن شيخة جلسات مراجعة جماعية لبعض المباريات الأخيرة للمنتخب المغربي ومنها مباراة عنابة لرصد نقاط قوته وضعفه لاستغلالها بالطريقة الجيدة.