تسعى الجزائر جاهدة إلى تطوير علاقاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية مع دولة تونس الشقيقة. وفي ذات السياق، أكد رجل الأعمال التونسي الخمري الهادي ل "الأمة العربية" أن مشاركته في معرض الجزائر الدولي الأخير مكنته من تطوير علاقاته التجارية مع نظرائه الجزائريين وعرض المنتجات الزراعية التي ينتجها مصنعه. هذا، وأشار في حديثه على أن الوكالة الوطنية الجزائرية لتطوير التجارة الخارجية والمركز التونسي لتطوير الصادرات قد وقعتا اتفاقية تعاون بينهما وأسفرت المفاوضات الأخيرة التي جمعت الجانبين الجزائريوالتونسي بتعديل الاتفاقيات السابقة. هذا ما أكده وزير التجارة مصطفى بن بادة ونظيره التونسي المهدي حواس الذي صرح قائلا: "ستعطي الاتفاقية والتعديل الجديد دفعة قوية للتعاون التجاري بين البلدين " هذا خلال الزيارة التي قام بها وزير التجارة التونسي والتي تم من خلالها مناقشة المراجعات الخاصة باتفاقية الشراكة التفصيلية بين البلدين والتي يعول عليها كثيرا، لاسيما وأنها أضحت ايجابية أكثر من الاتفاقية المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي سيرفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين إلى مستوى المليار دولار مقابل 700 مليون. وللتذكير، فإن الوزير الأول التونسي الباجي قايد السبسي أعلن أن الجزائر ستمنح تونس مليون دولار لمساعدتها في تجاوز المرحلة الانتقالية ومساعدات مالية أخرى مكذبا الشائعة التي حاولت الإطاحة بين البلدين والتي اتهمت فيها جهات مبينة الجزائر باستغلال ما يحدث في تونس لخدمة القطاعات الحيوية بالجزائر، وقال إن الجزائر قدمت قرضا بقيمة 40 مليون دولار بفائدة واحد بالمائة ويتم تسديده على مدار 15 سنة. تأتي هذه المساعدات في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد التونسي من تراجع في الأداء على غرار قضية التهريب نتيجة ضعف النمو الاقتصادي وتراجع الأمن في المنطقة، وقال الخبير الاقتصادي والأستاذ في جامعة الجزائر عابد سليم إن فرص إقامة شراكة بين تونسوالجزائر كبيرة جدًا وتتعزز هذه الفرص بالإرادة السياسية التي أكدت عليها السلطات وقد تأخذ هذه العلاقة شكل إجراءات مبسطة من أجل تحقيق تكامل اقتصادي ناجح في منطقة المغرب الكبير.